للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا حاجة إلى هذا التخريج في حين أننا نرى أن الإفرنج أنفسهم نقلوا إلى لغتهم في العصور المتوسطة كلما فيها واو إلى باء مثال ذلك، النواب والقوس والوصي فقد قالوا (فأنت ترى مما ذكر أن اكتشاف الأستاذ الباكوي بسيط جداً كسائر الاكتشافات العلمية التي بدلت وجه الأرض بل كسائر اكتشافاته اللغوية التي تكلمنا عنها). (كلام الأستاذ الدكتور (؟) في الآداب).

ومما قاله في بحثه هذا الطافح بالعجائب والغرائب ما هذا نصه: (ثم هناك سبب آخر يرجح لدينا وجود قرابة بين وحفن أو جرف أو جحف (لله درك!) لا بينهما وبين (حوى) وهو أن كثيراً من الأفعال التي تنتهي بحرف (ب) أو يضارعه مشتقة من أسماء تدل على آلة ما أو شيء يشبه الآلة مثال ذلك. . . أهـ. (وهنا ذكر خمسة ألفاظ تنتهي بالباء شواهد على كلامه وأربعة تنتهي بالفاء).

فنقول له: بمناسبة أي أمر ذكرت أن الكلم المنتهية بباء أو فاء تدل على الآلة أو شبهها في الوقت الذي نتكلم عن (حوى) ومشابهتها اللاتينية التي ذكرناها فهذا منتهى الخرف والهراء. (ولسوء الحظ أو لحسنه عدلت عن تتمة هذا البحث) (كلام الباكوي ص ٤) بحث التمادي في ذكر الشواهد إذ اعتبرت (أبرة) من الكلم التي في آخرها (كذا) باء وأن الراء الكاسعة نبعت من آبار باكو النفطية واتصلت بها! فبارك الله فيك يا حضرة الدكتور المبدع (وفي تلك المفردات التي أوردتها وبنت عليها نظريتك الجريئة (كلام الخصم في ص ٥) في أن حفن (ولعلها حقن) أو جرف (ولعلها خرف) أو حجف (ولعلها سخف) تتصل

باللاتينية (أننا لو أردنا أن نفي بحق المقالة ونلم بجميع غرائبها وعجائبها لاحتجنا إلى عدة مقالات) (عبارة الأستاذ الدكتور في الآداب في ص ٦).

فيا حضرة اللغوي الذي لا يشق له غبار أن راء (أبرة) أصلية لا كاسعة والزائد هنا هو الهمزة التي في الأول. وتعلم ذلك من مقابلة أسماء الإبرة في اليونانية وغيرها فهي في الإغريقية فمادة الأولى (بل) وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>