ومما نأخذه على مظهر بك قلة عنايته بعبارة ما يكتب وتراكم أغلاط الطبع في كل صفحة من صفحات مطبوعاته وهو مما يضر بسمعه ما يتولى نشره من الصحف والكتب.
٤٨ - الإفصاح في فقه اللغة
تأليف عبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى، المتخرجين في دار العلوم والمدرسين بالمدارس الأميرية طبع بمطبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة سنة ١٣٤٨هـ ١٩٢٩م في ٧٣٦ ص بقطع الثمن.
هذا الكتاب من غرر المؤلفات، بل من دررها، ولا بد من إدخاله في كل مدرسة تحرص على إتقان اللغة العربية، وفي كل ديوان يعني صاحبه أو أصحابه بمعالجة بحث فصيح في لغتنا الضادية. والسبب انه زبدة (المخصص) لأبن سيدة وهو معجم معنوي تطلب فيه موضوعات تعرف مجملة ولا تحضرك أسماء مفصلة فتعمد إلى هذا الكنز البديع فتجد فيه كل ما تنشد من الضوال. وكم كنا نرغب في تلخيص (المخصص) ليستفيد منه أبناء المدارس وما كنا نجد من يقوم بأعبائه! أما اليوم فقد خرجت هذه الحسرة من صدرنا بفضل ما أصدره لنا حضرة الأستاذين الجليلين عبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى اللذين أبدعا في وضع هذا الأثر النفيس الذي لا يقدر ثمنه مهما بالغنا فيه.
وهذا السفر الجليل مبوب تبويب (المخصص) وعباراته كعبارته في أغلب الأحايين وأن كان صاحباه استمدا من سائر أمهات الكتب اللغوية الشيء الجليل على ما قالا في المقدمة في ص (ث) وهذه عبارتهما: (وقد حرصنا الحرص كله على أن نحتفظ بعبارات الكتب التي اتقينا منها مادة الكتاب، فذكرناها بنصها وفصها، ولم نحاول أن نصلح من العبارات، أو نتصرف في الألفاظ رغم وجود (لعلها على رغم أو برغم وجود) بعض مواضع يشعر القارئ بضرورة الحاجة إلى الإصلاح والتغيير فيها. لم نقدم على هذا ليكون الكتاب موضع ثقة تطمئن النفوس إليه، ويعتمد القارئ والباحث عليه).
على أننا نرى في هذا الاستعباد للأولين والغض من رقي المعاصرين ما يسقط ثمن هذه الدرة من عيون الطلبة الذين أمعنوا في علوم العصر ولهذا كان يمكن