أن يصلح هذا العيب بإشارة في حاشية الكتاب لكي لا نثير في صدر المحققين من أبناء العصر ما يزري بقدره أو يقلل من الاعتماد عليه ولا بد من إيراد بعض الأمثلة ليسفر لنا وجه الحقيقة كما هو.
جاء في ص ٤٠٥:(الحشرة. الدابة الصغيرة من دواب الأرض والجمع الحشرات منها اليربوع والضب والورل والقنفذ والفأرة والجرذ والحرباء والعظاية وأم حبين والعضرفوط وسام أبرص والثعلب والهر والأرنب. . .) أما علماء العصر من لغتنا فانهم خصصوها
بطائفة من الدويبات لا يدخل فيها الثعلب والهر والأرنب ومن أعظم الأدلة على ذلك أن (الإفصاح) نفسه ذكر بعد ذلك الثعلب والهر والأرنب في عداد الوحوش والسباع (ص ٣٨٧ و ٣٩٠ و ٣٩١) فوقع في هذا كله شيء من التناقض، كنا نود أن لا نراه في هذا السفر البديع. فلو علقا على عبارة ص ٤٠٥ ما معناه:(هذا رأي الأقدمين وقد هجره المعاصرون) لكان في ذلك مجزأة. ومثل هذا التنافر تنافر القديم والحديث شيء لا يستهان.
وفي بعض المواطن لا توافق الصور نص الكلام. فشكل الضب الذي يرى في ص ٤٠٦ هو المسمى بالوزغة. وأما الضب فاسمه بلسان العلم ويكون ذنبه ضخماً كثير العقد. ونظن أن الذي ساق المؤلفين إلى هذا الوهم ما رأياه في (المنجد) وهذا المعجم قراره أوهام النحاة والصرفيين واللغويين وعلماء المواليد. فيحسن بهما أن يضعا في زاوية الإهمال والنسيان. وهكذا نقول عن كثير من التصاوير فأنها كلها منقولة عن (المنجد) - فيا للأسف على هذه الأوهام! - فالصل يقع على ما يسميه العلماء وعلى أو والصورة الظاهرة في ص ٤١٤ منقولة بعينها عن المنجد وليست بها ونحن نعلم أن ليس لصاحب المنجد أدنى إطلاع على علم المواليد. وهناك عدة تصاوير لا توافق الحقيقة كالصرصور (ص ٤١٨) والنسر (٤٣٠) والغداف (فيها) والصقر والعقاب (٤٣١) إلى صور عديدة. ونحن هنا لا نلوم صاحبي (الإفصاح) بل نلوم صاحب المنجد الذي سقط تلك السقطات الهائلة وحمل غيره على أن يلقوا أنفسهم في تلك الهاوية البعيدة القعر.
وكنا نود أن نرى فهرساً هجائياً للمواد حتى لا يضطر الباحث إلى مراجعة