كانت عربه معطوفة على محارثه كان المعطوف من طبقة المعطوف عليه أي عطف جمع على جمع. وليس ذلك صحيحاً لأن محارثه ليس جمع محرث والمحرث آلة الحرث وآلة الحرث تتركب من عدة أدوات فصح أن تسمى محارث. أما الغرب (بفتح فسكون) فهو الدلو العظيمة يستقى بها للزرع أي ما نسميه نحن بدلو الكرد. والغرب لا يكون إلا واحداً. فصحيح الرواية إذن (وغربه) أي ودلوه. أما فساد الرأي المراد هنا (عربه) أي عجلاته فظاهر من أن الفلاحين من السلف لا يتخذون العجلات في الزراعة والحراثة والفلاحة بخلاف أهل أوربة - ثانياً أن شبه الجمع أو الجمع الجنسي في مثل ثمر وثمرة معروف في المخلوقات لا في المصنوعات. وأن ورد بضعة ألفاظ في المصنوعات أيضاً إلا أن الشائع المستفاض هو في المخلوقات - ثالثاً أن لفظة (العربة) بمعنى العجلة لم تشع بين الناطقين بالضاد قبل المائة الرابعة للهجرة أو المائة العاشرة للميلاد والبلاذري من أهل المائة الثالثة للهجرة. فكل دليل من هذه الأدلة الثلاثة كاف وحده لتوهين القول بأن المنصوص في أصل عبارة البلاذري هو العرب (العجلات).
وممن وهم وهمه دوزي، قال: عربة بمعنى عجلة تجمع على عربات وعرب (راجع معجم البلاذري ومعجم دوزي ومحيط المحيط).
ومن غريب ما استنتجه حضرة الخوري قوله:(وقد ذكر ابن علي عربا على اللفظ الشرقي بمعنى العربة (العجلة) كما مر بك) والعبارة التي يشير إليها حضرته هي: (ابزارا) جناح دولاب العربة) والحال أننا نعلم أن لا جناح للعجلة كما أن لا جناح للعجلة (بكسر الأول
مؤنث العجل) والعربة المذكورة في هذا النص هي المعصرة لا غير فكيف يلوي حضرته النصوص ويستنتج منها تلك النتائج؟ أن هذا لمن الاستخفاف بعقول القراء والضحك من شواربهم ولحاهم ولا يمكن أن يسلم به جاهل فضلاً عن عاقل.
فمعنى العربة التي استعملها الارميون يوافق المعنى المذكور عنها في معاجم