١٠٤: ٢٨ إلى ١١٠ يثبت صاحبها أن العرب أخذوا في العصور الوسطى اسم بشكوال عن الأندلسيين الأجانب إلا أنهم بعملهم هذا لم يستردوا بضاعة خاصة بهم لأن ليست (بعربية النجار) بل (عبرية محضا) وقد تيوننت فتحبشت وتسرينت ثم تعربت في المشرق. وأما في المغرب فتليتنت فتأيطلت فتأسبنت فتفرنست فتأنكلزت إلى آخر ما تشاء) فما رأيكم في هذا وبأي كلام ينطق صاحب تلك المقالة البديعة؟
ج - قد ذكرنا سابقاً أن بيك الميراندولي كان يتقن عدة ألسنة شرقية وغربية وله وقوف عجيب على علوم عصره وفنونه وكان - إذا تكلم - يدخل كلمات لغة على ألفاظ لغة أخرى والميراندولي العصري على غرار ذلك الداهية الشهير. ولهذا لاحظتم أنه استعمل أوضاعاً غريبة خاصة به وبذوقه وبعيدة عن الذوق العربي. جارياً فيها على منحى من
يقول تمضر وتمعدد وتبغدد وتدمشق ونسي أن السلف يستعمل لفظة أو كلمة واحدة من هذه الكلمات ليرصعوا بها عبارة من عباراتهم لا أن يأتوا بها دفعة واحدة في عبارة صغيرة فتصبح في لسان صاحبها كمن يتكلم اللغة الهندية أو الصينية أو (الشنقناقية) وكان يمكنه أن يقول مثلاً: (ثم نقلت إلى اليونانية فالحبشية ونقلت إلى السريانية ثم عربت. . . وأما في الغرب فأنها نقلت إلى اللاتينية فالإيطالية فالأسبانية فالفرنسية فالإنكليزية. . .) لكن الرجل غريب الذوق الذوق والتعبير يفسد كل ما يمر به.
ألا تراه كيف يأتي بعبارات حروفها عربية وتراكيبها (سريانية) كما يراه كل أديب يطالع مقالاته بل زد على ذلك أنه يفسد عباراتنا نفسها حين يأخذها بقلمه فقد قلنا: (ولم تر أحد صرح بهذا الأصل سواء (أكان) من أبناء لغتنا (أم) من أبناء الغرب) فنقلها هكذا: سواء (كان) من أبناء لغتنا (أو) من أبناء الغرب. فتأمل هذا وقس عليه ما ينطق.
ومن عجيب عمل بيك الميراندولي العصري أنه يورد كلام الغير ولا يفهمه فإننا منا نقول أن (بشكوال) عربية الأصل لفظاً لا وضعاً واستعمالا كما يفهم من صريح كلامنا فخبط الرجل وخلط وأخذ يسعى على رأسه بين أيدي الناس وهو يدعي أنه يسعى على رجليه! ولله في خلقه شؤون!!!