للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نذكر من هذين الوهمين غلا ما كان بمنزلة المثال لا غير.

وكنا نود أن يطرح من هذا الكتاب العبارات الدالة على الفحش الصريح من شعر ونثر وهي كثيرة لا تكاد تخلو من ترجمة. وأم تجمع وتجعل على حدة لكي يتمكن كل قارئ من أن يطالع هذا السفر الجليل بكل طيبة خاطر وأن يباع الذيل الطافح بتلك الأقذار للعلماء الذين يفرغون لدرس آداب ذلك العصر وأخلاق أهله.

وكنا نود أيضاً أن نرى في آخره معجماً يحوي الألفاظ اللغوية الواردة في هذا المجلد مع شرحها، تلك الكلم الخاصة بذلك العصر ولا وجود لها في معاجمنا التي في أيدينا. كقوله في ص١٢٩: (ودخلت عليه فوجدته شيخاً كبيراً قضيف الجسم في حجرة من المسجد وبين يديه جامدان مملوء كتباً من تصانيفه فحسب) والجامدان في أصل معناه صوان الثياب والكلمة فارسية. ثم نقل إلى صوان الكتب على حد ما نرى هذه الكلمة العربية نفسها أي (صوان) فأنها كانت موضوعة للصندوق الذي تحفظ فيه الكتب. والجامدان فارسية الوضع لا وجود لها في دواويننا اللغوية.

وفي ص١٥٩ (الذكران) الواردة في هذا البيت:

مرت بنا في الدير خمصانة ... ساحرة الناظر فتانة

أبرزها الذكران من خدرها ... تعظم الدير ورهبانه

والكلمة لم ترد في معاجم اللغة من قديمه وحديثه من فصيحة وعامية وهي أرمية ومعناها يوم العيد المخصص بأحد أولياء الله من غير أن ينقطع الناس فيه عن الأشغال المتعبة. لأن أعياد النصارى على قسمين: قسم لا يجوز فيه الأشغال المتعبة وقسم تجوز فيه تلك

الأعمال. وهذا القسم الأخير هو المعروف بالذكران بضم فإسكان. ومثل هذه الأوضاع شيء كثير في جميع أجزاء هذا المعجم.

والأمر الثالث الذي كنا نود أن نراه فيه فهرس لأعلام الرجال والمدن والمواضع غير أعلام المترجمين فيه كدير الثعالب ونهر يزدجرد (بقرب هذا الدير) (ص١٥٨) والفيض وسكة قريش وحصن مهدي إلى غيرها في ص١٥٩ وفي هذا المجلد أعلام مواطن عديدة لا وجود لا في معجم البلدان لياقوت نفسه وكنا

<<  <  ج: ص:  >  >>