إذا كان بين الناطقين بالضاد من يستحق التكريم فيجب علينا أن نجعل في مقدمتهم صاحب السعادة الدكتور محمد شرف بك فأنه وضع معجماً علمياً نقل فيه الألفاظ الإنكليزية إلى العربية وسهر عليه الليالي الطوال لتمحيص ألفاظه وتحقيقها وتدقيق النظر في انتقائها فجاء ديواناً لا يتيسر لوضع مثله إلا لجماعة تتضافر على العمل. ولهذا اجتمع العلماء في مساء ٧ يناير على دعوة من الجمعية الطبية المصرية وأقاموا حفلة شاي شائقة في نادي كلية الطب اعترافا بفضل ذاك الخادم الأمين، خادم اللغة العدنانية والوطن العربي الواسع الأكناف.
فشكروا له سعيه المحمود. وكان في مقدمة المحتفلين به الدكتور علي بك إبراهيم عميد
متقن الطب وصاحب السعادة محمد شاهين باشا وكيل وزارة الداخلية للشؤون الصحية والدكتور الكبير وفخر شعراء العصر احمد زكي بك أبو شادي، وبعد شرب الشاي ألقى الدكتور علي بك إبراهيم كلمة في مزايا المحتفى به وأفضاله على المنتسبين إلى لغة الضاد. ثم نهض في أثره عارف قدره وصديقه الحميم الدكتور أبو شادي وانشد قصيدة لم يسبقه إلى مثلها أحد من شعراء العرب وكانت أبياتها تسيل رقة وعذوبة وتعمل في النفوس السامعة هزة وطرباً. وقام بعده الدكتور المحتفى به ففاه بكلمة شكر كلها تواضع وتصاغر دلت على منزلته الرفيعة في القلوب.
ومما قاله الدكتور شاهين باشا:(ويهمني بهذه المناسبة أن اذكر جزيل فضل هذا القاموس لأعمالنا بمصلحة الصحة فلقد أصبحت أعمال تلك المصلحة في أيدي الوطنيين وجميع رؤسائها منهم فمثل هذا القاموس قد سهل عملنا وسيكون دائماً أنفع أداة لتذليل ما نقابله من صعوبات في ترجمة المصطلحات الطبية والفنية، وحبذا الحال لو دعيت الصحافة العلمية لهذه الحفلة).
ونحن ننتظر اليوم الذي يشترك في تكريم هذا النابغة تكريماً يقوم به جميع أبناء اللغة اليعربية لأن فضل شرف بك غير مقصور على أبناء وطنه العزيز بل يشمل جميع المتكلمين بهذه اللغة البديعة. ولأن معجمه قد دخل في جميع الدوائر والدواوين التي يحرص أهلها على اتخاذ الألفاظ الصحيحة في لغتهم. وعلى كل حال أننا نهنئ الدكتور