فالمؤلف ذكر لنا ستة عشر فعلاً مبنياً للمفعول في حرف الراء. ونحن زدنا عليها واحداً وثلاثين فعلاً ونحن لا ندعي بالإحاطة. فلا شك أن هناك غير هذه الأفعال التي لم تخطر ببالنا فمن هذه العجالة يرى القارئ أن الكتاب معيب من عدة وجوه فلا بد من تدقيق النظر في الدواوين اللغوية قبل أن تدفع إلى الطبع لتكون سالمة من العيب بقدر ما في الطاقة. ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
٩٦ - مباحث في فجر النحو (هدية)
-
أشترى لنا هذا الكتاب أحد الأدباء وطلب إلينا أن نقول كلمتنا فيه وهو يقع في ٤٨١ ص بقطع الثمن ومن الأسفار التي عنيت (شركة علم اللسان الباريسية) بنشرة وهو المجلد الرابع عشر مما أبرزته إلى اليوم وعبارته فرنسية يفيد كل من يريد أن يتفرغ لدرس الألسنة ومقابلتها باللغات الهندية الأوربية (اليافثية) والحامية السامية ومؤلفة مدرس اللغة اللاتينية ومعارض النحو بعضه ببعض في جامعة بردو (في فرنسة) وقد نال صاحب عليه (جائزة فلني) وكلله معهد العلماء في باريس وقد طبع بعناية ناشره في رصيف ملاكي وبالفرنسية ٥. في باريس في سنة ١٩٢٤.
ولم نطلع هذا المصحف بأسرة لكنا وقفنا على عدة صفحات منه فوجدنا المؤلف يسايرنا في كثير من آرائنا وأفكارنا بخصوص الوفاق الذي يرى بين العربية واليافثية في ألفاظ كثيرة وقد أشرنا قبل نحو من أربعين سنة إلى هذا الأمر فوجدنا هذا الأستاذ يوافقنا في كثير مما أبديناه وأن لم تكن مواقع آرائه أو مواقفها في الألفاظ والمصطلحات التي أوردناها. فقد عرف شيئاً ودرينا شيئاً آخر. إلا أن البارز في ما صرح به وهو ما جهزنا به مراراً أي أن بين العربية واليافثية (أو الهندية الأوربية) أشباها ونظاهر لا يمكن أن تنكر.
وكتابة هذا الجليل يقع في خمسة فصول نذكر هنا عنوان الفصلين الأولين منها: الفصل الأول: أسماء العدد وأسماء القربى في اللغات الهندية الأوربية والحامية السامية. الفصل الثاني: صيغة أسم العدد (أربعة) في المصرية القديمة وفي لغات آخر أفريقية وفي اللغات السامية. فيرى القارئ أن الرجل لا ينكر وجود المجانسة بين أسماء الأعداد في اللغات
اليافثية والسامية ولا سيما في العدد الدال على (أربعة) فأين بقي زعم من أنكر علينا هذه المجانسة الواضحة في ألفاظ كثيرة عثرنا عليها في تحقيقاتنا وأين بقيت مزاعم المرحوم جبر ضومط والأستاذ الباكوي ومن لف لفهما وأقاموا القيامة علينا لمحاولتنا إثبات هذه الحقيقة التي ذكر لها شواهد عديدة صاحب (فجر النحو).
أننا لا ندعي أن المؤلف أستمد شيئاً مما كتبناه قبل عشرات من السنين لأننا سبقنا فقلنا أن ما تعرض له من الأوضاع غير ما ذكرناه من الألفاظ وأن كانت النتيجة واحدة فهو اشتغل بطائفة منها ونحن عنيناً بفئة منها. فبلغنا كلانا الغرض من غير تواطؤ، إلا أننا سبقناه بعشرات من السنين وهو جاء بعدنا. ولعلنا في ما يأتي من المباحث اللغوية نستشهد أقواله لنثبت بها آراءنا إسكاتا لأولئك الشعوبيين الذين ينكرون على الناطقين بالضاد كل ما يمت بشيء من النسب إلى بعض الكلم في لغتنا.
على أننا نأخذ على المؤلف بعض أمور منها: أنه لم يذكر في كتابه ما اصطلحت عليه أفكاره من الحروف التي تصور بعض الأصوات السامية والفارسية والهندية والأوربية والمسألة مهمة لأن الذي يقتني تأليفه ولا يقتني غيره يرى نفسه في عالم غريب لا يعرف منه شيئاً.
ثانياً فيه تكرار بعض الآراء وكان يكفيه أن يشير إلها في الحواشي من