والناس الخبراء يقولون أن سلطان الأتراك أمر بدرزه (والدرز عندهم: ملء فراغ ما بين السوف) ويقولون انه أمر ببناء المنبر الحجري فقط داخل الجامع وهو الصحيح فقد رأينا المنبر ملصقاً لا مفرعاً تفريعاً وطابوقه أصفر وطابوق الجامع مائل إلى البياض وفي أعلى باب الخطيب منه ما نصه: (تم في تاريخ محرم الحرام لسنة ست وخمسين وتسعمائة) وهي محصورة في خلافة سليمان الأول القانوني من (٩٢٦ إلى ٩٧٤هـ) وقال المهذب محمد بهجة في ص١٤٦ ما نصه:
(فان الذي استرد العراق من الصفويين إنما هو سليمان القانوني فبقي في العبارة ليس لا يزول إلا بجعل سليم سليمان كما كان أولا ولعل هذا هو الصحيح وان لم يترجح لدى أحد الأمرين حتى الآن (كذا) وإذا صح قول المؤلف باني الجامع (كذا) هو سليمان القانوني بقي عندنا أمر المنارة ولا ريب أن ورود اسم السلطان سليم في الأبيات يدل على انه هو الذي أمر ببنائها وان لم يدخل بغداد على أنني قد عددت قول الشاعر التركي في تاريخها (أولدي بوجا نفرا مناره إتمام) فوجدت بين بنائها وبين زمن سليم الثاني بونا شاسعا وقد وردت لو يتسع لي نطاق الوقت فاحل هذه العقدة فأنني ما زلت متحيرا في ذلك على ما بذلت من الجهد في مراجعة عشرات المؤلفات التاريخية في التركية والعربية ولعل بعض الوقفين يرشدنا إلى الحقيقة أن شاء الله) اهـ.
قلنا: قد طلب أثراً بعد عين لان تحت الأبيات المذكورة تاريخ (٩٧٨) محفوراً في الرخامة وخلافة سليم الثاني من (٩٧٤ إلى ٩٨٢) هـ فهي متمة في زمانه بدون شك ولا حاجة إلى هذه الجولة العنترية والصولة القوية فكأنها قعقعة شنان.