ويقطع بأنه تولى الإفتاء حينما كان عبد الله أفندي ابن مرتضى أمين الفتوى وسيأتي ذكره.
هذا وان المنصب لا يكسب المرء فخاراً، وغاية ما هنالك أن صاحب الحديقة ذكره عرضاً فأبان منزلته وفضله.
ومما يسترعي الأنظار أن هذه الأسرة لا تزال تسمي أبناءها بهذا الاسم فان أحد أولاد طاهر جلبي اسمه ياسين. . . وما ذلك إلا لان هذا المترجم نال شهرة فائقة.
عبد الله أفندي المفتي بن مرتضى أفندي
هذا هو ابن مرتضى أفندي، وقد أسس شهرة جديدة بسبب انه عهدت إليه مهمة الإفتاء ونعت بالمفتي، فقيل لأولاده وأحفاده:(آل المفتي)، ومن ثم غطت شهرته على سابقيه، فلازمتهم صفة الإفتاء إلى مدة، وقد أطرى الحيدري صاحب (تاريخ عنوان المجد) هذا البيت فقال:
(ومنهم (من بيوت بغداد) بيت الفاضل العلامة عبد الله بن مرتضى المفتي (المفتي هنا نعت لعبد الله أفندي) وهو بيت علم وفضل، وقد اخذ عن جدنا العلامة التحرير السيد صبغة الله الحيدري، وكان لعبد الله المفتي المذكور ولد فقيه يسمى (عبد الفتاح) الفقيه، وكان افقه أهل عصره، ويدعى بابي يوسف الثاني، وله أخ (الضمير يعود إلى عبد الفتاح) يسمى الحاج احمد نائب بغداد، وآخر من أدركت من رجال هذا البيت. . . الكامل الفقيه درويش النائب نجل احمد النائب، ولم يبق منهم أحد سوى بعض العصبة من أهل الكسب، وهم من أهالي بهرز من قرى بغداد) اهـ. (راجع ص١١٦).
كان المترجم في زمن الوالي حسن باشا وابنه احمد باشا أمين الفتوى حينما كان يس أفندي مفتياً في المذهب الحنفي وقد رثى الوزير حسن باشا بمقامه سماها (المقامة الحسنية) ومدح الوزير احمد باشا بقصائد كثيرة تتضمن وقائع تاريخية وبيانات مهمة. وان صاحب الحديقة أوردها كوثائق تاريخية ومدائح للوزير وهذه يعول عليها لوصف زمنه دون الذين تصرفوا فيها. وبهذه اكمل تاريخ والده من حيث لا يقصد، ولذا اقتبسها المؤرخون وأصحاب المجاميع واستدلوا