ثم أن المرحوم نعمان أفندي الآلوسي وقف أيضاً عند عبد الله أفندي ابن مرتضى أفندي في التعريف به لعلاقة القربى بينهما في مجموعته والظاهر أن نظمي أفندي نسي تماماً ولم يعرف بعد ذلك ولذا لم ينبه عليه. وإنما ذكر انه عثر في الآستانة على (كتاب نزهة
المشتاق في علماء العراق) لأبي البركات الشيخ محمد الرحبي الذي فرغ منه مؤلفه سنة ١١٧٥هـ وجده في خزانة راغب باشا حينما ذهب إليها. فنقل ترجمته من هناك كما أن مجلة (اليقين) ذكرت بعض مقتبسات من الكتاب المذكور ولكن الآلوسي بعد أن دون هذه الترجمة بنصها علق عليها بان المترجم جد ولده المرحوم حسام الدين أفندي الآلوسي لامه وذلك أن أمه آسيه (زوجة نعمان أفندي) بنت المرحوم درويش أفندي ابن احمد أفندي المفتي ابن عبد الله أفندي المذكور.
وهذه المجموعة - مجموعة الآلوسي - هي التي رقمها ٣٢٩٨ في خزانة الأوقاف ببغداد ومنها نقل المرحوم شكري أفندي الآلوسي ترجمته مع تعليق نعمان أفندي عليها في كتابه المسك الاذفر المطبوع في بغداد سنة ١٣٤٨هـ (١٩٣٠) وزاد شكري أفندي أن هذه الترجمة مجرد أسجاع منحطة في حين إنها تحتوي مطالب مهمة وقد ذكرها في الكتاب المذكور وفي المجموعة المنوه بها فلم نر في نفسنا حاجة إلى تكرار القول عنها.
فالرحبي معاصر له وعارف بأحواله، وفي هذا ما يكفي للدلالة على طول باعه وتضلعه من العلوم، فالأسجاع - بمقتضى ذلك الزمن - لا تمنع من النفوذ إلى ما وراءها من حقائق بارزة للعيان. . . فهو نابغة أيضاً كأسلافه وأجداده إلا انه غير وجهته فصار تحصيله عربياً بحتاً كما أن ابن عمه يس أفندي كذلك، وقد اخذ عن عمه حسين أفندي هو وجماعة من علماء العراق وعلى كل حال هو فقيه ومحدث وأصولي بالوجه المبسوط في ترجمته الآنفة الذكر كما انه أديب ناثر وشاعر في العربية مع التمكن من اللغة التركية ولكن العربية هي الغالبة عليه.
وله في النثر - مما أبقته الأيام - مقامة سماها (المقامة الحسنية) كتبها باللغة الفصحى وقدم عليها مقدمة تركية قال ما مؤداه: