للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالذي عندنا أن اليونانية من حوى بالحاء المهملة أو خوى بالخاء المعجمة. والفعيل من حوى هو الحوي (بتشديد الياء) وهو ما يحويه البطن من الخلق فيكون ابناً أو ابنة (أن

أنثت اللفظة فقلت حوية). وان شئت قلت الخوي بالخاء: وخويت المرأة وخوت تخوي خواء (كسحاب): ولدت فخلا بطنها وخويت أجود من خوت (اللغويون) فالخوي المولود والخوية المولودة وسقوط حرف الحلق عند نقله إلى اللغات الغربية أشهر من أن يذكر ولم ينكره إلى اليوم أحد من الواقفين على اللغات فضلا عن فقهائها.

فاشتقاق اللفظة اليونانية التي تعني الابن من لغتنا العربية أوضح من اشتقاقها من أي لغة كانت؟ وان كان هناك معترض فليعزز إنكاره بالبرهان والدليل، وإلا فالقول بالنفي من باب الإنكار المحض لا يسمن ولا يغني من جوع.

٢ - مائة وهند

لا تثبت الحقيقة بشاهد أو شاهدين بل بعدة شواهد، وكنا قد قلنا أن في لغتنا العربية ألفاظاً كثيرة تجانس ما عند أصحاب اللغات اليافثية من الكلم، فضلا عما فيها من الأوضاع المجانسة لسائر اللغات السامية، فالمائة حرف عربي سامي يقابله بالارمية (ماتا) أي عشر عشرات أو مائة.

وعندنا أيضاً (الهند) وقد خصها بعضهم بالمائة من الإبل وهو تخصيص لا محا له، ودونك نص صاحب التاج وفيه نص صاحب القاموس: (هند) بالكسر (اسم للمائة من الإبل) خاصة (كهنيدة) بالتصغير. قال جرير:

أعطوا هنيدة تحدوها ثمانية ... ما في عطائهم من ولا سرف

وقال أبو عبيدة: هي اسم لكل مائة من الإبل وغيرها. وانشد مسلمة بن الخرشب الانماري:

ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وتسعين عاماً ثم قوم فإنصاتا

وانشده الزمخشري: وخمسين عاماً. وقال أراد مائة سنة وهو مجاز (أو) اسم (لما فوقها ودونها للمائتين) ونص عبارة المحكم: وقيل: هي اسم للمائة ولما دوينها ولما فويقها. وقيل هي المائتان. حكاه ابن جني عن الزيادي. قال ولم اسمعه من غيره. قال: والهنيدة: مائة سنة. والهند: مائتان. حكي عن

<<  <  ج: ص:  >  >>