للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ورد فيه الوجهان الإدغام والفك. قال الطريحي في مجمع البحرين ومطلع النيرين (وقرء: ما لك لا تأمنا على يوسف. بين الإدغام والإظهار، وعن الأخفش الإدغام أحسن) وكيف يجهل المجمعيون هذا الأمر اليسير وقد ورد في القرآن المجيد؟ ففي سورة الزمر: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون؟) بإدغام النون (تأمروني) وورد الفك في قوله تعالى بسورة الأعراف أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم؟) فيا للعجب من أبناء العرب!

١١ - وورد في هذه الصفحة أيضاً فاخترنا للرسل (صاعد بن مخلد) فعلقوا ب (الرسل) ما عبارته (الأولى: للتراسل والرسالة) وعلق الأستاذ مرجليوث (لعله للترسل) قلنا: والراجح (للرسال) مصدر (راسله) فهو كالمراسلة ويؤيد دعوانا قولهم قبل الرسال (يجب أن نقدم المراسلة بيننا وبينه) فهذا واضح بحمد الله.

١٢ - وورد في ص٢٠٩ (وكان عبيد الله بن سليمان وأبوه - وهما مقيمان بحضرة الموفق يقصداني ويريثان المال علي فاحفظني ذلك عليها) فعلق به المجمعيون (لعله: يرتبان) قلنا: لا وجاهة في هذا التعليق لأن القائل للقول المذكور (راشد صاحب جيش الموفق) وقد رتب

عليه المال (الموفق) نفسه لا هذان، ويظهر لك ذلك من قوله: (فاعتمد الموفق علي في ذلك. . . فأفقرني ذاك) فالأصل (يريثان علي المال) هو الصواب الأبلج ومعناه (يؤخران علي المال ولا يدعاني أتقاضى ما أنفقته على الجيش) ويزيد الأصل صحة قوله (فكنت أحتاج إلى أن أرهن سيوفي وسروجي وأدخل كل مدخل حتى أقيم الإنزال) وقعا لي في بعض الأيام إلى جهبذهما (ليث) بمال من مال الإنزال) فلا شك في الأصل.

١٣ - وورد في ص٢١٠ (وجاء سليمان وعبيد الله من غد للخدمة على الرسم فشوغلا في الدار) فعلقوا ب (شوغلا) ما نصه: (كذا في الأصل ولعله: شغلا) قلنا أن (شغلا) لا يؤدي معناها شوغلا) لأن الثاني يدل على المبالغة زيادة على المراوغة ووزن (فاعل) يفيد المبالغة في هذا الموضع ففي (٢٧٨: ٢) من خزانة الأدب البغدادي (قال أبو زيد في كتاب المصادر: بكر بكوراً

<<  <  ج: ص:  >  >>