فلما رأيت المرء يعدل (يبذل) بشره ... ويجعل حسن البشر واقعية البتر
ركبت على ضلعي وراجعت منزلي ... فصرت حليفاً للدراسة والفكر
وشاورت أخواني فقال حكيمهم ... عليك الفتى المري ذا الخلق الغمر
فتى لم يقف في الدهر موقف ظنة ... فيحتاج فيه للتنصل والعذر
أعيذك بالرحمن من قول شامت: ... أبو فرج المأمون يزهد في عمرو
ولو كان فيه راغباً لرأيته ... كما كان دهراً في الرخاء وفي الرخاء وفي اليسر
أيرضى (أترضى) فدتك اليوم نفسي وأسرتي ... بتأخير أرزاقي وأنت تلي أمري
إلا يا فتى الكتاب والعسكر الذي ... تأزر بالحسنى وأيد بالنصر
أخاف عليك العين أو نفس وامق ... وذوا (وذو) الود منحوب (منخوب) الفؤاد من الذعر
وعهدي به والله يرشد أمره ... ويحفظه في القاطنين وفي السفر
مطلا على التدبير ما يستفزه (تستفزه) ... مكايد محتال عقاربه تسري
برأي يزيل الطرد عن مستقره ... وأوضح عند الخصم من وضح الفجر
وعزم كغرب المشرفي مصمم ... وقلب ربيط الجأش منثلج الصدر
فيابن نجاح أنجح الله سعيكم ... وأيدكم بالنصر والعد والدثر
قعدت فلم أطلب وجلت فلم أصب ... خليلاً يؤاسيني ويرغب في شكري
وأن أخفقت كفي وقد علقتكم ... فقد قال (فال) رأي (رأيي) واستملت إلى شعري
أعيذك بالرحمن أن تشمت العدى ... فللفقر خير من شماتة ذي العمر (الغمر)
فان ترع ودي بالقبول فأهله ... ولا يعرف الأقدار غير ذوي القدر
وحسبك بي أن شئت وداً وخله ... وحسبك بي يوم النزاهة والصبر