للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزاهر وهو بستان للملك محو مأتي جريب، وجانبه الآخر مساجد أرباب القصور ومساكن غلمانهم وفي ذلك اصطلابهم، ثم يليه من يمنته عند الجسر سوق يحيى، الجامعة بين دور الوزراء والأمراء مما يلي الشط كدار شادي والربيب، وأبن الأوحد، وقصر الوافي الذي كان عليق دوابه كل يوم ألف مخلاة، ثم في آخر هذا السوق دار فرج مساكن التقاة والرؤساء. ومن الجانب الغربي - أعني جانب سوق يحيى - الدكاكين العالية، والدروب العامرة من دقاقين وخبازين وحلاويين، ثم نهاية الدور الشاطئية، دار معز الدولة ذات المسناة التي عرضها مائة أجرة وكان لها الروشن البديع فهذا طراز باب الطاق الشاطئي فأما دواخلها فأوائلها العرصة التي هي رحبة الجسر وتنقسم رحبة الجسر إلى شارعين عظيمين: أحدهما للاساكفة ثم سوق الطير وهو سوق يجمع الرياحين وفي حواشيها الصيارف الظراف وأصحاب الطيالس وفاخر الملابس ثم سوق المأكول للخبازين والقصابين وسوق الصاغة لم يشاهد أحسن منه بناء شاهق وأساطين ساج عليها غرفة

مشرفة، ثم الوراقين سوق كبيرة وهي مجالس العلماء والشعراء ثم سوق الرصافة عظيمة جامعة ثم سارع الترب) انتهى.

قلنا: وقد وصل في وصفه إلى الرصافة فقطعنا عليه حديثه اللذيذ ووصفه المنسجم البديع الذي تشاق العيون إلى رؤية موصوفه كل الاشتياق، وأراد بشارع الترب (شارع ترب الخلفاء العباسيين).

ونقل في ص ٢٧ منه عن واصف باب الطاق المار ذكره: (ولقد نزلت كثيراً في سميرية منحدراً فما أزال أسمع هذه الأنغام من شرعة الجسر بباب الطاق إلى باب المراتب). وفي ص٢٨ منه (وكانت أسواق الكرخ وباب

<<  <  ج: ص:  >  >>