والقرية هذه يظهر لنا أنها تمتد على دجلة من غربي بغداد من فوق الجسر العتيق اليوم إلى ما فوق دار الندوة العراقية (المجلس النيابي) لأنها كانت متصلة بمحلة قطفتا وهذه تشمل العمارات التي قرب مقبرة معروف الكرخي (رض) من الشرق والشمال فالفلاحات والفحامة وسوق حمادة والحصانة اليوم كانت من قطفتا. ففي ٢: ٣٩٦ من نسختنا لوفيات أبن خلكان ما صورته عن أبي المظفر عون الدين: (يحكون أن عون الدين قال: كان سبب ولايتي المخزن أنني ضاق ما بيدي حتى فقدت القوت أياماً فأشار علي بعض أهلي أن أمضي إلى قبر معروف الكرخي (رض) فأسأل الله تعالى عنده فأن الدعاء عنده مستجاب، قال: فأتيت قبر معروف فصليت عنده ودعوت ثم خرجت لقصد البلد (يعني بغداد) فاجتزت بعطفاء (كذا) قلت:
- وهي محلة من محال بغداد - قال: فرأيت مسجداً مهجوراً اهـ. قلنا: والصواب أنها (قطفتا) لا عطفاء، ولم يزد أبن خلكان في إيضاحه على قوله: محله من محال بغداد. وقول ياقوت: قطفتا بالفتح ثم الضم والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوق والقصر: كلمة أعجمية لا أصل لها في العربية في علمي وهي محلة كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربي من بغداد مجاورة لمقبرة الدير التي فيها قبر الشيخ معروف الكرخي (رض) بينها وبين دجلة أقل من ميل وهي مشرفة على نهر عيسى إلا أن العمارة بها متصلة إلى دجلة بينهما القرية محلة معروفة) اهـ.
فمن هذا لا تستبعد ما ذكرناه لك، وأكثر الفتن المذهبية في آخر الدولة العباسية وقعت بين القطفتيين والكرخيين أي أهل الكاظمية قديماً.
مصطفى جواد
(لغة العرب) كل ما يوشيه الأستاذ المحقق مصطفى أفندي جواد مطبوع بطابع التدقيق والعلم الصادق، وهو لا يخطو خطوة في اللغة ولا في التاريخ إلا من بعد أن يتثبت أن يضع قدمه من منبسط الحقيقة: وكل من قرأ مقالاته في هذه المجلة يحكم له بالقدح المعلي. ومن شك في تحقيقاته فليأتنا بيناته.