للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مدح الوزير حسن باشا لصاحبها عبد الله أفندي المفتي وقد مر الكلام عليها في مقال سبق وأبيات عربية وقائع أحمد باشا أبن الوزير المذكور وأخرى في مدح وزراء آخرين تالين لهما.

اسم الكتاب وسبب نظمه وتعريف مؤلفه

أن المترجم عقد فصلا أبدى فيه سبب النظم وعرف نفسه وتسمية كتابه فقال: (ذلك العبد الذي هو من تراب أقدام زمرة الفقراء. المعتق من دار مولانا (يعني بهاء الدين النقشبندي الذي تنسب إليه الفرقة البهائية من النقشية، وهي غير فرقة البهائية المعروفة في هذه الأيام فأنها محدثة وتلك قديمة) المستجير في جميع أموره بالحق سبحانه، المولوي يوسف الشهير بعزيز. يقول: لما كانت هذه الديار (بغداد وأنحاؤها من أرض العراق) برج الأولياء، وذات الآثار المخلدة، والمدينة التي لا عديل لها ولامثيل ودار الفيوض أعني دار السلام وهي أشبه بالجنان تجري من تحتها الأنهار، وهي مدفن رابع الخلفاء (ع)، ومشهد سيد الشهداء (ع)، وفيها مقام الفارسي وحذيفة بن اليمان العبسي (رض) ورأس المجتهدين حضرة النعمان الكوفي، وفيها الجيلي، والجنيد والشبلي، والشيخ الطائي، والشيخ العاقولي، ومعروف الكرخي، والسهروردي، وشيخ الشيوخ أبو الحارث الوارث الأول لعلوم الحقائق، وفيها من كمل رجال الدين المبين وأكثر الأئمة. . . فهذه الديار محط رحال هؤلاء الأولياء الكرام والبررة الفخام.

(وفي الأيام الأخيرة قبل الألف والمائة اختلت أمورها واضطربت أحوالها فصارت مستقر أهل الزيغ والفساد، وموطن الأشرار والفساق فتولاها الخلط والخبط وتناولتها أيدي السفهاء. ولم تكن حالة بغداد بأرفة أو أرغد من حالة خارجها. مطرها متساوي (؟) والمصيبة عامة فضجت الناس اعتراها وصرخت لمولاها خصوصاً مما انتابها من خيول الأعراب الذين نشروا العطب والشر. . . وبهمة هذا الوزير حييت، وأعاد لها النظام وقهر أهل البغي والعتو. فمآثره هذه تستحق التدوين. وأقتضي تتبع مناقبه بصحة نقل حتى أخلاقه ومنشأه وسبب تسنمه منصب الوزارة فنظمت (ألف بيت) وسميتها: (قويم الفرج بعد الشدة لبغداد)، ولم أنقل أي خبر إلا على وجه الصحة من حسن بين وجميل

<<  <  ج: ص:  >  >>