للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كل جهة إذ (هو عيير وحده).

من المسلم عند علماء اللغة وفقائها وفلاسفتها أن الكلمة إذا انتقلت من لغة إلى لغة تنقل بمعناها الأصلي أولاً، وقد يضع لها من أدخلها لغته معنى جديداً غير معروف في اللغة الأصلية. ولذلك شواهد كثيرة نذكر منها البهرام والجوهر واللجين إلى غيرها. فقول حضرة الأب منش: (فلا يستغرب إذا اقتبس الترك مثل لفظة (عربة) عن السريان (؟!!) العراقيين وقد كانت على حبل ذراعهم. . . (ص ٣٧٤) وكما توسع بها العرب ونقلوها من معنى السفينة بالماء (؟ كذا) إلى معنى سفينة البر (كذا) التي تقل الركاب، تصرف بها الترك أيضاً فنقلوها من معنى الرحى بالماء (كذا) إلى معنى المركبة) (ص ٣٧٦) قول باطل فيا حضرة الأب أن العرب المولدين نقلوا العربة عن (أرابه أو آرابه أو أره به)

بمعنى العجلة من الترك ولم ينقلوها عن الأرميين (الذين تسميهم ظلماً وخطأ السريان) فالذي استزلك هو مشابهة أربه وعربه لعربات، فهويت من دركة إلى دركة إلى أسفل الدركات!.

٥ - لو فرضنا (فرضاً محالاً) أن (أرابه) غير تركية لكان الترك أخذوها عن العرب لا عن الأرميين، لأن اتصال العرب بالترك وبالعكس كان أكثر من اتصالهم بالأرميين وبالعكس. فأين بقي المنطق يا حفظك الله ورعاك أولم تعلم أن العرب اتصلوا بالترك منذ أقدم الأزمنة؟.

٦ - أن عربة بهذا الرسم (أي بالعين) لا تمث إلى أصل تركي بنسب إنما تمت بإرابة. ومعاجم الترك غير مبنية على الأصول والمواد. إنما مبنية على أفراد الكلم. هذا فضلاً عن أنهم لم يضعوا دواوين واسعة مفصلة على مثال دواويننا اللغوية حتى يظهر النسب بين صيغة وصيغة، وإذا فرضنا فرضاً محالاً أن الإرابة أرمية الأصل فكيف تؤيد هذه المادة المعنى الشائع عنها أي معنى العجلة.

٧ - لو فرضنا أن الترك اتصلوا بالأرميين وأخذوا منهم ألفاظاً، وهو أمر قد لا يستغرب - لأخذوا الألفاظ بالأسماء الدالة على الأشياء نفسها. والمعروف أن العجلة تسمى بالرمية (عجلتا) والمركبة (مركبتا) فلماذا لم يتلقوهما عنهم وكانت جاريتين على السنة أصحابهما وفضلوا عليهما (العربة) التي لم يستعملوها

<<  <  ج: ص:  >  >>