للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمعناها الحقيقي الذي وضعت له بل معنى ثانياً وأدخلوها بهذا المدلول في لسانهم ففي كل ذلك من التمحلات والتقولات والتنطعات والتشدقات ما لا يخفى على أعمى فكيف على بصير؟.

هذا ولا يزيد أن نزيد على هذه الأدلة، أدلة أخرى، إذ لا تحصى الشهادات على صدق أتباعنا أراء العلماء الأكابر من ترك وغربيين وعرب وهل يجوز لنا أن تتبع رأي الأب جرحبس منش وهو لا يتبع من الأقوال إلا نفاياتها ومن العبارات إلا المعفوط فيها. فقد نبهناه مثلاً أن العتاد لا يجمع على أعتاد فجاء هو وذكر لنا شهادة لسان العرب بقوله:. . . قال الدارقطني: قال أحمد بن حنبل: قال علي بن حفص: (واعتاده) وأخطأ فيه وصحف وإنما هو أعتدة) ومع ذلك تراه مصراً على إدخال أعتاد هذا الجمع المخطوء فيه والمجروح والمطعون فيه، ويجسر فيختم كلامه بقوله: (وهذا كاف لإثبات أن (اعتاد) جمع كثرة للعتاد

(كذا. اسمعوا يا ناس أن أعتاداً (جمع كثرة!) فهل بعد هذا الكفر النحوي آخر؟ وهل بعد هذا الجهل جهل آخر؟. أين رأيت يا هذا أن الأعتاد جمع كثرة. وكيف أمكن لأصابعك أن تخلط هذا الخطأ الطويل العريض الذي يفني الزرع والضرع؟. وكيف لم تعلق عليه مجلة المجمع كلمة على هذا الخطب الجلل؟) ثم تزيده تشويهاً وتقو: (وأنه جاء في كلام القوم من أقدم الأيام. ولا أبالي بعدة سائر ما جاء به الأب انستاس من هذا النمط. . .) فالحق يقال: أتمنى أن لا تبالي كلامي ولا أعيره عيناً ولا أذناً ولا لساناً ولا ولا ولا. . . خدمة للأدب (!!!).

كيف يريد حضرة الأب أن نتبعه وهو لا يستعمل في كلامه إلا التعابير المشوهة والجمل المكسرة فضلاً عن اتخاذه مجروح الألفاظ والمطعون فيها. أما المجروح من الكلم فلقد ذكرنا لك منه مثلاً كالاعتماد وجمع ما جاء على أفعال الذي يعتبره جمع كثيرة (!!!) مع أن (أفعال) من جموع القلة المشهورة.

وأما التعابير المشوهة كقوله (في ص ٣٧١) أتساءل عما إذا كان أبن بطوطة. . . والمعروف المشهور أن يقال مثلاً: أسأل هل كان أبن. . . أو أسائل هل كان. . . ويسمي اللغة الأرمية: السريانية وهي تسمية كانت جائزة في عصر سابق لا في عصر التحقيق كما هو عهدنا هذا. وقال في ص ٣٧٤ حينما عول العباسيون على تجنيدهم: ومراده من عول: عزم. فأين هذا من ذاك؟ وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>