أشار حضرة الشيخ إلى أن سوق الشيوخ هي على ضفة الفرات وحسناً قال إذ ذلك مطابق للواقع. واحسن من هذا أن يقال أنها واقعة على ضفة الفرات اليمنى، وأنها تبعد نحو ست ساعات عن جنوبي الناصرية وليس على بعد ساعتين. وسوق الشيوخ من اقدم مدن المنتفق. وسورها اليوم متهدم. وكان هواؤها سابقاً حسناً جداً، لأن مياه الفرات كانت تجري في عقيق النهر ولم تتجاوزه لتفسد الأرض والبقاع.
وقال حضرة الكاتب الفاضل: إن الغراف يصب في موضعين: أعظمهما مصب الحمار (وزان شداد) قرب الناصرية وهو مضمحل ضيق. ولم يبين المصب الثاني. قلت: أما مصب الغراف في هور الحمار فهو مصب شعبة الغراف المسماة (بالبدعة) وسيأتي البحث عنها. وهذا الموقع يبعد عن الناصرية بما يزيد على أربعين كيلومتراً. وأما المصب المضمحل فهو غير الذي ذكره حضرة الكاتب بل هو المصب المعروف (بشط الازيرق) المختلط ماؤه سابقاً بماء جدول (السديناوية المتفرع من الفرات. وقد اضمحل اليوم كل الاضمحلال.
وذكر حضرة الكاتب النحرير الشطرة فقال عنها: وعلى هذه الشعبة الغيرة بلدة الشطرة. قلنا: الأمر على خلاف ما ظهر له فأن ما سماه شعبة الغراف هو الغراف الأصلي عينه وقد كان عامراً حين شيدت بلدة الشطرة الحالية وقد كانت الشطرة قبل ذلك العهد على جدول صغير آخذ من الغراف تبعد عن موقعها الحالي نحو كيلومترين من جهة الغرب واسم هذا الجدول الخليلية فلما كانت أوائل متصرفية ناصر باشا تحقق أن هذا الجدول اخذ بالاندراس وأن احسن موطن تنقل إليه الشطرة هو هذا الذي حولت أليه. وكان الذي حسن في عين
ناصر باشا هذه البقعة العذبة هو مستشاره وصديقه الوفي الأمين نعوم سركيس المذكور آنفاً. ومن بعد أن تم الاتفاق على هذا الرأي شيد نعوم دوراً عديدة وأسواقاً وخاناً وقهوات ثم مسكناً له ولاتباعه. ثم عمر بيوتاً أخرى وأهداها إلى بعض وجوه