الشطرة القديمة، تشويقاً للانتقال إلى الشطرة الجديدة وقد تم بناؤها بعد إتمام أبنيته في الناصرية. ولم يكن اسمها كذلك بادئ بدء، بل كانت تسمى (بالفالحية) نسبة إلى فالح باشا (وهو فالح بك يومئذ) أكبر أنجال ناصر باشا. غير ان اسم الشطرة غلب عليها وهي تسمى كذلك إلى اليوم.
وأما ما سماه حضرة الشيخ بالشعبة الكبرى وقد قصد بها (البدعة) فهي تبتلع اليوم نحو ثلاثة أرباع مياه الغراف أو اكثر. فهذا الجدول على ما وراء الرواة الثقات لم يكن في غرة القرن الميلادي السابق إلا قاعاً صفصفاً أهداها أحد أمراء ربيعة لآل السعدون (والواهب هو خال الموهوب له، وظنه الشيخ عيسى من آل السعدون) فشق لها نهراً اتسع شيئاً فشيئاً لانحدار مياهه في أرض مطمئنة، فأصبحت الآن من احسن مزارع تلك الجهات.
وبخصوص قلعة سكر أقول: إن اسمها الأول كان (العلة)(بكسر العين وتشديد اللام المفتوحة) وكان هذا الاسم معروفا قبل نصف قرن. وسبب هذه التسمية هو انه كان في تلك البليدة قلعة مبنية من الطين يحتلها جماعة من الجند صداً لغارات الأعراب فكانت في وجههم كالعلة في البدن؛ وما أولئك الأعراب إلا العشيرة النازلة في العدوة اليمنى من أبي جحيرات واسمها عشيرة الجابر. ولهذا نسمع إلى اليوم من يسميها بالعلة وهو مع ذلك نادر.
وأما ما يتعلق بأهل الحي فاغلبهم أهل زراعة؛ وإذا قلت نصفهم فلا أخطئ
ومما احب أن أذكره هنا هو بعض الإفادات عن الغراف لكثرة وروده على الألسنة وفي هذه المجلة فأقول: للغراف اسمان (الواحد المسرهد) وقد نوهت به هذه الصحيفة في مقالتها عن المنتفق، وهو الاسم الكثير الورود في سجلات الحكومة المعروفة (بالدفتر الخاقاني)، والمسرهد لغة: المنعم والمغذي، ولا أرى كيف أن هذا المسمى يوافقه هذا الاسم. على أن الذي يتبادر إلى الذهن هو غزارة أناء أرضه وكثرة مياهه الوافرة الغريل الناعمة، فإذا زدت على ذلك قناعة الأعراب اتضح لك سبب هذه التسمية. وهناك وجه آخر مأخوذ من قولهم: رجل مسرهد أي سمين. وسمن مجاري المياه بمعنى غزارة تدفقها من باب المجاز