عرشي وهو يملك مكاني، فانه هو الذي أوصيت أن يكون قائداً على إسرائيل ويهوذا) ثم عادوا فاصلحوا هذا الغلط في سفر الملوك الثالث في ١٦: ٢ (من اجل أني رفعتك عن التراب وجعلتك قائداً لشعبي إسرائيل. . .) وكذلك أصابوا في قولهم: (ارجع وقل لحزقيا قائد شعبي)(سفر الملوك ٤: ٢٠: ٥) وإذا راجع الباحث الآيات التي فيها كلمة (قائد) يراها مرة معداة بعلى ومرة غير معداة. ولهذا لا يمكننا أن نأتي على ذكر جميع الآيات المذكورة فيها كلمة (قائد) فلتحفظ هنا هذه الفائدة.
وجاء في سفر الملوك الأول ١٨: ١٣: (ولكنت أنت قمت ضدي). وهذا تعبير لا تعرفه فصحاء العرب، إنما هو من قبيح المعرب: لان من المعرب ما هو حسن ويؤخذ به، ومنه ما هو قبيح فينبذ نبذ النوى، وهذا الكلام هو من هذه البضاعة المزجاة. والصواب أن يقال:(ولكنت أنت قمت علي) ويشبه هذا الغلط قولهم في سفر الملوك الثالث في ١٤: ١ (أن قلب الملك مال نحو ابشالوم. . .) قلنا: أن قولهم: (مال نحو) قد يجوز، لكن الفصحاء في مثل هذه الآية يقولون:(مال ابشالوم) وتعديه مال بالى هو الفصيح والمعروف وأما تعديته بنحو. فليس من عتيق الكلام ولا من حرة ولا من منسوبة. وكثيراً ما يغلطون في تعدية الأفعال ومتابعة هذا الوهم شاق جداً. فتراهم يقولون مثلا في سفر الملوك الثالث ١٤: ١٧
(فعند دخولها على عتبة الباب مات الغلام) ولو قالوا (فعند دخولها عتبة الباب أو في عتبة الدار) لكان كلامهم احسن وأقوم وهو المتبع. ومن هذا الباب ما جاء في سفر يهوديت ٧: ١ (وفي اليوم الثاني أمر اليفانا جميع عسكره أن يزحفوا على بيت فلوى) فقول الترجمة (أن يرحفوا على بيت لوى) انهم جعلوا تحتهم أو تحت سوقهم بيت فلوى (المدينة) ليزحفوا عليها. وهو معنى شنيع، إنما المعنى السير إلى بيت فلوى. فكان يجب أن يقال:(أن يزحفوا إلى بيت فلوى) وجميع الكتاب العصريين يزلون هذا الزلل ولم نر راعى صحة هذا التعبير وهو أمر في منتهى الغرابة. مع انك لو استقريت جميع أقوال الإخباريين والمؤرخين تراهم يقولون (زحف إلى) لا (زحف على) الذي معناه غير المعنى الأول (راجع