للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنما غاية ما نريده في هذا البحث، بيان مكانة هذه الأسرة في تاريخ العراق، وما لقيته من الأدوار واهم أمر قامت به

أن الحكومة استخدمتها لأجراء النفوذ على القبائل من طريقهم للتفاهم معهم، أو للسيطرة عليهم بتقوية النفوذ على القسم المناوئ، واستعمالهم آلة قوية تجاه العشائر الآخر من عربية وغير عربية كما أن الحكومة استخدمت لنفسها أقواماً آخرين لمقاومة العرب، ولا يهمها تطاحن القبيلين، أو تأسس العداء بينهما، بل توليد البغضاء هو الأمر المبتغى.

إن الوقائع التي جرت، والتطورات التي لحقت هذه الأسرة، ونفوذها والتبدلات من هذا النوع، تؤيد ما قلته وتوضح بجلاء هذا الغرض فإنها لما لم يبق لها أمل في الاستفادة من هذا البيت، وغضبت عليه، وعلى اهله، وقومه قربت غيره وجازفت معه، فبذلت له كل مرتخص وغال، بل كل ما استطاعت لنيل الغرض، حتى أن الحكومة لم تكتف بكل ذلك بل أسكنتهم مساكن هذا البيت.

والأمر لا يقتصر على هذا البيت، أو ذاك للقضاء على مقدرات هذا القطر بل هناك عوامل آخر توسلت بها الحكومة التركية من تقوية المذاهب المتخالفة والطرائق المتباينة والأقوام المتنوعة، وهكذا كلما أحست بقوة عملت لتوهينها مما ننتظر الفرصة عنه لتدقيق النظر في مباحثه.

وعلى كل حال أن اعظم خصيصة هذا البيت تعاطي (أمور السياسة العشائرية) وعلاقة الحكومة بها فقد اتخذته الحكومة عقد التفاهم وواسطة المعرفة والاطلاع ثم امتد نطاق نفوذ هذا البيت إلى ما وراء ذلك.

أما الحكومة فأنها مشت على هذه الخطة من أوائلها إلى أمد غير بعيد منا، ولكن لم تستطيع من التغلب على هذه السياسة، ومراعاة أوضاعها: في جميع ادوارها، اما لجهل بعض الولاة، أو لروح نزاعة في العشائر، نية إليها ضعف الحكومة، أو سياسة وزرائها الخرقاء. بسبب الشذوذ عن الأداة الحكيمة التي ينبغي أن تسير بموجبها، أو غوائل أخرى فتحت العيون للقيام. . . الخ ممالا يكاد يستوفي الكلام على جميع وسائله بنظرة سريعة. ومن طالع التاريخ بأنعام النظر تجلت له هذه الحقيقة بحذافيرها، ناصعة لا غاشية عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>