للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نجلت به بيضاء آنسة ... من عبد شمس صلبة الخد

وروى بن أبي الحديد أيضاً في شرحه ٣٨٧: ٣ أن حسان بن ثابت لما أنشده عمر بن الخطاب (رض) بعض ارتجاز هند بني عتبة يوم أحد قال: حسان يهجوها:

أشرت لكاع وكان عادتها ... لؤماً إذا أشرت مع الكفر

أخرجت مرقصة إلى أحد ... في القوم مقتبة على بكر

وروى ابن أبي الحديد في هذه الصفحة عن محمد بن إسحاق في كتاب المغازي وقال أيضاً يهجوها:

لمن سواقط ولدان مطروحة ... باتت تفحص في بطحاء أجياد

باتت تفحص لم تشهد قوابلها ... إلا الوحوش وإلاّ جنة الوادي

يظل يرجمه الصبيان منعفراً ... وخاله وأبوه سيد النادي

في أبيات كرهت ذكرها لفحشها) انتهى نقل الحديدي واستبان المراد وبينت الحجة.

٧٣ - وورد في ص٢٢٩ هجو حسان لأبي سفيان ومنه (فشركما لخير كما الفداء) فقال الأثري: (ولست أعرف في الهجاء اشرف من هذا الهجاء) قلنا: وليس هذا الحكم من ثمار عقله ففي ص٧٦ من شرح الطرة ما نصه (وحكى أبو القاسم الزجاجي أن حسان بن ثابت رضي الله عنه لما أنشد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قوله:

أتهجوه ولست له بكفء ... فشر كما لخير كما لفداء

قالت الصحابة: يا رسول الله هذا أنصف بيت قالته العرب) اهـ. فالصحابة أصحاب الرأي الرصيف.

٧٤ - وقال في ص٢٣٣ (الحطيئة: هو جرول بن أوس جاهلي إسلامي يندر وجود شبيه له في شواذ المخلوقات جمع الله فيه قبح المنظر سوء المخبر وإلى ضعة النسب سفه النفس ولؤم الغريزة وشرة اللسان. . .) وما أدري أتاريخ هذا أم سب واقتراع؟ وأن كان الجامع لهذه الصفات فيه هو فلا ذنب للحطيئة ولا عدل لمن ينعى عليه ما أودعه الله - حاشى الله -.

مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>