للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالقلب من ضيق سراويله ... يغتر (يعثر) في بايكة (ذائلة) الجهد

جشمتني يا طيلسان النوى ... منك على شوزكتي وجد

أزرار عيني فيك موصولة ... بعروة لدمع على خدي

يا كستبان (كشتبان) القلب يا زيقه ... عذبني التذكار بالوعد

قد قص ما يعهد من وصله ... مقراض بين مرهف الحد

يا حزة النفس ويا ذيلها ... ما لي من وصلك من بد

ويا جربان سروري ويا ... حبيب حياتي حلت عن عهدي

قال وسألت اسحق بن إبراهيم عن مثل ذلك وكان زراعاً. فقال لقيناهم في مقدار جريبن (جريب) من الأرض فما كان بقدر ما يسقي الرجل مساره (مشارة) حتى قتلناهم فتركناهم في أضيق من باب وكأنهم أنابير سنبل. فلو طرح فدان ما سقط إلاَّ على ظهر ثور. وعمل أبياتاً في الغزل فكانت:

زرعت هواه في كراب من الصفا ... واسقيه (وأسقيته) ماء الدوام على العهد

وسرجنته بالوصل لم آل جاهداً ... ليحرزه السرجين من آفة الصد

فلما تعالى النبت واخضر يانعاً ... جرى يرقان البين في سنبل الود

قال وسألت فرجاً الرحجي (الرخجي) عن مثل ذلك وكان خبازاً. فقال لقيناهم في مقدار بيت التنور. فما كان بقدر ما يخبز الرجل خمسة أرغفة حتى تركناهم في أضيق من حجر (جحر) تنور. فلو سقطت جمرة ما وقعت إلاَّ في جفنة خباز. وعمل أبياتاً في الغزل فكانت:

قد عجن الهجر دقيق الهوى ... في جفنة من خشب الصد

واختمر البين فنار الهوى ... تذكى بسرجين من البعد

واقبل الهجر بمحراكه ... يفحص عن أرغفة الوجد

جرادق الموعد مشمومة (مهشومة) ... مثروددة (مثرودة) في قصعة الجهد

قال وسألت عبد الله بن عبد الصمد بن أبي داود مثل ذلك وكان مؤدباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>