للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما لا تحصيه الأقلام.) أهـ.

هذا كلام مجمل ينبئ عن مقدرة ويشير إلى مهارة كما هو الغالب في أبناء البادية فإذا انضم إلى ذلك مناصرة من الحكومة، وطاعة من القبائل، وكرم نفس، واعتزاز بقبيلة، وحلم عظيم، فهناك الذكر الجميل، والصيت الذائع، والفخر الكامل. ومن ثم ابنتي (بيت العز)

وشيد المجد الخالد.

فعبد الله بك أمير العرب المسيطر على إدارة الحكومة - في خارج المدن وفي القبائل - وهذا تابع لنفوذ الحكومة وامتداد سلطتها. وآنئذ لم يكن للحكومة جيش مرابط ما هو الأمر في هذه الأيام. وإنما كان لها ما يشبه الإدارة العشائرية العامة الواسعة النطاق. وكان للحكومة بضعة أناس من الينكجرية (الإنكشارية) ومن المماليك والعثمانيين يقومون أودها ومع هذا يستخدمون سياسة الخديعة والحيلة، وسحق البعض بالبعض شأن كل ضعيف، بل شأن كل قوي لا يريد أن يجازف بقوته.

قام المترجم فأحرز منزلة علية، ونال ما نال، واحكم أمر العشائر ولسان حاله ينشد:

نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل فوق ما فعلوا

أن الوقائع التاريخية والعشائرية في ذلك العصر كانت غامضة جداً. ولذا نرى صاحب (الدوحة) لم يذكر للوزير عمر باشا من الحوادث عن سنين متعددة سوى بعض الوقائع التي تداولتها الألسن، واغفل غيرها، وقال: لم تحدث في زمنه سوى وقعة الخزاعل، ووقعة المنتفق، وأشار إلى باقي السنين أنها مضت بسكون وهدوء. هذا عدا حادثة الطاعون.

لذا لم يبق لنا أمل في العثور على وقائع المترجم: التابعة لوقائع الوزير المشار إليه. ولا لمن من سبقه. . . فاقتضى الرجوع إلى الدواوين والمجاميع. وهذه كثيرة. وتكاد تكون قد قصرت مدوناتها على مدح المترجم ومدح أولاده والثناء عليهم، مما يدل على علو المكانة. وإليك البيان:

ممن أفرد التصنيف لمدحه وإطرائه مع أولاده أبو المحامد الشيخ أحمد ابن أبي البركات الشيخ عبد الله السويدي المتوفى سنة ١٢١٠هـ (١٨٠٧م) في

<<  <  ج: ص:  >  >>