ديوانه المسمى (فحام المناوي في فضائل آل الشاوي) ويقول في مقدمته ما هذا بحروفه:
(لما من الله سبحانه على الزوراء، وتفضل على من تولاها في عصرنا من الوزراء بمن نصب نفسه النفيسة لمصالح المسلمين، المسلمين أمورهم لرب العالمين، ولقضاء الحوائج، ودفع الجوائح، عن المؤمنين المؤمنين، لدعاء رب العالمين، وألزمها إكرام الملهوف، وإطعام الضيوف، فأفنى بيوت المال، وأقنى ذوي الأقلام، ورفع أعلام العلماء، وأصلح أحوال العلماء، وساء في الناس سيرة يحمدها الموال والمخاصم، ويشكرها المحارب
والمسالم، حتى أنه بلغ من الكمال غايته. ومن الإجلال نهايته، ومن المناقب أعلاها، ومن المناصب والمراتب أرفعها وأعلاها، (إلى أن يقول) كيف وقد سما بظاهر فضله، ونما بظاهر أصله، فلم يترك فضلا لمفاضل ومناوي، مولانا الأكرم عبد الله بك ابن المرحوم شاوي. الخ. . .) انتهى.
وفيها إشارة إلى أن هنالك من ينكر فضله ويندد به، وكنا نود الاطلاع على ذلك لمعرفة حقيقة الرجل وعظمته. وقد بدأ لديوان بقصيدة طويلة يثني بها على المترجم بمناسبة رجوعه من أسفاره العديدة لإصلاح أحول البصرة وفيها يبين التنكيل بسلمان، والظهر أنه شيخ كعب وهو سلمان العثمان، وكان قد ساق عليه جمعاً الوزير علي باشا في أوائل وزارته سنة (١١٧٥هـ ١٧٦١م) فسالمه وطلب العفو منه فعفا عنه.
ولا نرى في صدرنا حاجة إلى إيراد هذه القصيدة بحذافيرها ولكننا اخترنا منها بعض الأبيات وهي:
ما للزمان يود قرب فنائي ... فأشن غارة جيشه بفنائي
أو ما دراني أنني متحصن ... من كل حادثة وكل بلاء
بالشهم عبد الله ذي الفضل الذي ... ما ناله أحد من الأمراء
ومنها:(يشير إلى وقعة مع سلمان)
ولقد طغى سلمان ثاني عطفه ... يعثو الفساد بساحة الفيحاء