ولما كانت نية الحكومة العراقية قد صحت على تقديم طلب إلى عصبة الأمم قبل السنة ١٩٣٢ لقبول العراق عضواً فيها فاغتنم فخامته هذه الفرصة للنظر في التاريخ الملائم لتقديم الطلب المذكور.
٢ - تلقى فخامة رئيس الوزراء في ١ تموز كتاباً من فخامة المعتمد السامي يخبره فيه بان الحكومة البريطانية ستتحمل ابتداء من أول السنة المالية المقبلة جميع نفقات دار الاعتماد في العراق وبناء على ذلك أن تدفع الحكومة العراقية بعد هذا المبلغ الذي كانت تدفعه سنوياَ لقاء مصروفات دار الاعتماد وفقاً للمعاهدة المرعية.
وبارح الحاضرة صاحب الفخامة المعتمد السامي في ٢ تموز ذاهباً إلى لندن ثم عاد منها بعد قضاء شؤونه.
١٢ - إصلاح في سجن بغداد
كانت حالة السجن في بغداد من أسوأ ما يذكر ويشاهد، حتى أن رصافينا نظم قصيدة في وصفه خلدت ذكر ذلك السجن إلى أبد الآباد. مطلعها:
سكناً ولم يسكن حراك التبدد ... مواطن فيها اليوم ايمن من الغد
ومنها:
مقابر بالأحياء غصت لحودها ... بخمس مئين انفس أو بأزيد
هذا ما كان عليه السجن في عهد الترك، أما اليوم فان حكومتنا أصلحت فيه أموراً عديدة منها:
أن هذا السجن كان قد هدمت منه جانباً عظيماً مياه دجلة، واليوم أعيد بناؤه على طرز
احسن مما كان عليه في أمسه.
ومنها: أن إدارة السجن جلبت أساتذة لعمل الطنافس فعلموا صناعتهم أولئك المنكوبين. وكان عدد الأنوال أي الجوم ثلاثين في أول الأمر أما اليوم فقد اصبح عددها مائة بل اكثر.
ومنها: إنّ معمل النسيج الذي أنشئ فيه يخرج اليوم احسن الأستار وأجملها كما أن معمل الدثارات يصنع فيها ما يضارع بمتانتها أحسن دثارات الغرب وبقدر يسد حاجة الشرطة في العراق