وقد اعتاض معمل الكنبار المتخذ من ليف النخل عن القنبار المتخذ من ليف النار جيل الهندي فينسج منه السجنى أنواع الحصران وتمكن من تقديم ما احتاجت إليه في الشتاء دوائر الحكومة أو دواوينها وذلك بثمن زهيد لا يزيد في اثنتي عشرة آنة لليرد الواحد.
ومنها أن معمل الحدادين قد نظم تنظيماً بديعاً حتى أنه ليتمكن اليوم من إصلاح كثير من الأدوات الدقيقة المتعلقة بالسيارات وآلات الخياطة والطباعات وغيرها.
وقد وسع معمل التجليد وجلبت لهذه الغاية جميع الأدوات اللازمة له والآن يجاري بتجليده ما يقوم به صحافو البلدة أحسن قيام وينافسونهم في اشغلهم.
١٣ - النفطخانة
(النفطخانة) اسم لمحل قرب خانقين وفيه عين يخرج منها هذا السائل النفيس وقد أنشئت هناك شركة باسم (شركة نفط خانقين) وهي فرع من (شركة النفط الإنكليزية الفارسية)، وقد نصبت هذه الشركة الآلات اللازمة لاستخراج النفط وتصفيته. وأقامت أحواض الزيت الكبرى، مع انه لم يمض على ذلك كله سوى ثلاثة اشهر فقط.
وتمكنت هذه الشركة من عرض مستخرجاتها من النقط والبنزين على أسواق بغداد منذ أوائل سنة ١٧٢٧ والعمل لا يزال جارياً بسرعة مدهشة لمد الأنابيب اللازمة وإقامة الأبنية والعمائر والدواوين في عدة أماكن منها ما في خانقين والكهريز (والكريز).
ومنها ما يقام بالقرب من بغداد وعلى خط سامراء.
وقد أتم المهندسون والرزاة (المعماريون) الذين في الشركة الكبرى المذكورة في المحمرة وبغداد وخانقين رسم التخطيطات لتحقيق فكرة جر النفط إلى الجهات القريبة من العاصمة. ولا شك في أن هذه الأعمال الجليلة تفتح باب السعي والكد والدأب في وجه عدد جم من