به من غير أن يتوقف دونها الفهم. فان صدق هذا. فهل تكون الأمثلة التي أوردتها على أثره غير واقعة في حيزها؟ أم هي مما ينطبق على المقصود كما يستدرك بأدنى لمحة؟
بيد أن هذه اللمحة. لمحة تطابق التمثيل على غرضي وتبين القصد من سؤالي لم تفت في بادئ الرأي بصر من وافقتموه على ما يرى ذلك صريحاً فيما أقره في الوجه (الأول) من جوابه إذ قال:
(إن كان السؤال عن وجود صيغة تفانى فما اسهل الإجابة عنه بان تفانى من الأفعال الواردة المشهورة فقد قيل - تفانيا - أي أفنى أحدهما الآخر. وتفانوا بمعنى أفنى بعضهم بعضاً الخ).
فهذا الجواب انطق دليل على أن الأستاذ البصير قد أدرك من أول وهلة الغرض من سؤالي فكشف الحجاب عن حقيقة مشكلي. إلاَّ انه لما كان هذا الأستاذ قد استهامه حب استقراء المباحث كما يرى ذلك من تتبع مذهبه، آثر أن ينسل إلى إشباع الكلام في مسألة (تفانى) من الباب الذي دخلة، وفي ذلك ما فيه. وإلا فلم أتبين إلى الآن أن في تركيب عبارتي التي أعدت نصها قريباً مسحة لبس أو إشكال مما يستدعي المعذرة للأستاذ من إخراجها عن حقيقة معناها فلم يكن عليه بأس من الحملة الشعواء التي حملها علي.
فعند مراجعة حضرتكم سؤالي وما أوردت هنا من الرد على اتهامي أتخيلكم لا تترددون في استدراك ما قال الأستاذ المشار إليه استداركا (جدياً) على مثال ما يرى في جميع مواقفكم الانتقادية التي برهنت على أنكم ليس ممن يقبل على الحق رشوة، أو يرضى من أمانة
العلم ثمناً، ولله سبحانه الهادي إلى قصد السبيل.
مرسيلبة في ١٢ك٢ سنة ١٩٣٠:
ي م
(ل. ع) أننا لا نبت في هذه المسألة شيئاً لأننا قد سبقنا فوافقنا على ما ذكر حضرة الأستاذ المصطفى وعلى القارئ الحكم لا علينا. وقد أدرجنا هذا الرد بحرفه إلاَّ بعض الألفاظ الجارحة فأننا أبدلناها كلمات غير (شائكة).