للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقد خانته قعيدته بزعمهم، وان رجع ووجده بحاله، فقد حفظت نفسها له. قال الشاعر:

هل ينفعنك اليوم أن همت بهم ... كثرة ما توصي وتعقاد الرتم

والرتمة: اسم الخيط بعينه.

وكانوا يقولون: إذا احب الرجل المرأة وأحبته، فان لم يشق عليها برقعها وتشق عليه رداءه، فسد حبهما، وان فعلا ذلك دام حبهما. قال عبد بني الحسحاس:

وكم قد شققنا من رداء ومئزر ... ومن برقع عن طفلة غير عانس

إذا شق برد شق بالبرد مثله ... دواليك حتى كلنا غير لابس

هذا مع إيمانهم بالعدوى والجن، وتكون الغيلان، وان الجن هي التي طردت أهل وبار عن ديارهم، وصارت الجن سكانها فليس بها إلا الجن والوحش.

ومع مذهبهم في الحام والبحيرة، والوصيلة، والسائبة، وسيأتي تفسيرها. وأمور كثيرة لا يحتاج إلى ذكرها، وإنما أردنا أن تعرف الناس التفاوت ما بين حال العاقل في دنياه ودينه، فإذا صار إلى التكذيب والتصديق. والإيمان والكفر، صار إلى غير ذلك الذي كان عليه من التمييز.

قال الجاحظ: ثم ملنا إلى الهند، فوجدناهم يقدمون في الحساب والنجوم، ولهم العلم الهندي خاصة، ويقدمون الطب، ولهم أسرار الطب، وعلاج فاحش الأدواء خاصة، ولهم خرط التماثيل، ونحت الصور، مع التصوير في الأصباغ وكوى المحاريب وأشباه ذلك.

ولهم الشطرنج، وهو اشرف لعبة، وأكثرها تدبيراً.

ولهم صنعة السيوف الهندية.

ولهم الكنككة وهي وتر واحد على قرعة، فيقوم مقام العود والضنج.

ولهم ضروب الرقص والخفة.

ولهم الثقافة خاصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>