وترى في الآجر المسطح المقبب في أغلب الأحيان إشارة خاصة. لبناً كان أم آجراً، وتكون تلك الإشارة بالإبهام أو بالأصابع وأحيانا بالعصا. وربما كان هذا الوسم، وسم الصانع، يدل على مأخذ آجره.
ثم أخذ الآجر المسطح المقبب بمرور الزمان يفلطح ويخفف فظهر في عهد سرجون الأول أن حدث انقلاب سياسي مع انقلاب في تكييف الآجر، وصنع الآجر منذ ذلك الحين على
شكل مفرطح مربع. ويتضح أن سرجون - وكان رجلا طموحاً - يفضل الضخامة في كل شيء؛ والآجر والخواتم الأسطوانية الشكل التي صنعت في عهده هي من أكبر ما ترى في التاريخ العراق القديم. ويظهر أن الآجر (المسطح المقبب) لم يصنع في العهد الذي عقب دور حكم الساميين في تلك الأصقاع، بل حل محل هذا النوع من الآجر صنف آخر، هو مربع أو مستطيل على اختلاف الأقيسة، وأصغر من آجر سرجون. كما أن الرقيم المسماري حل محل وسوم الإبهام أو الإصبع التي كانت ترى في أول زمن الشمريين، ويذكر ذيالك الرقيم في الأغلب ما قام به بعض الملوك من عمل ديني في تشييد مسجد اله أو تعميره، ويرى في رقيم الآجر المسماري ما يثني على أعمال نبو كدراسر الثاني (بخت نصر) في كل مدينة تقريباً من مدن سهل بابل.
أن الطبيعة البشرية الناشئة في أرض، كأرض العراق الزاهية بألوان متناسبة، تأنف من تلقاء نفسها من لون اللبن الغامق وهو ما يرى دائماً. والكاشي الملون بأزرق واخضر الزاهيين، ذلك الكاشي الذي تزخرف به المساجد في هذا العصر، يشهد جميعها بحب البهاء، ومثل ذلك قل عن الصبغ الأصفر الفاقع والأزرق البديع الفاتح اللذين يصبغ بهما معظم دور بغداد. كما أن القدم كان لون اللبن يبدل بما يحسنه لكي ينفي عن النفس وحدة لونه وذلك بلباقة في الفن ربما تفوق ما يجري في هذا الزمان. وعثرت البعثتان. بعثة كيش وبعثة أور، على قطع بديعة مركبة بالصدف والمحار؛ ومن أعجب مصنوعات الفن إفريز الثيران المصنوع من النحاس الأحمر البارز الذي كشف في تل العبيد. ويظهر أن في الأزمنة التي عقبت ذلك العصر، حل الآجر المدهون بالطلاء محل المصنوعات المرصعة. ولا يزال باب اشتر في بابل يدهش الناظر مع إنه مجرد من كل زليج