للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباسي وهو أرقى عصور إسلام ومشرق نور الحضارة وهبط وحي العلم وريق شاب اللغة) ثم قال في ص ٣٢ عن المولدين من الشعراء (ومولدون وهم الذين فسدت فيهم ملكة اللسان فعالجوها بالصناعة وهم شعراء بني العباس) ثم قال في حاشية ص ١٧٣ (المولدون أو المحدثون: هم الشعراء الذين فسدت فيهم ملكة اللسان فعالجوها بالصناعة كشعراء العصر العباسي) وهو تكرار، فكيف يمكن التوفيق بين روق شباب العربية وفساد ملكة اللسان؟ ولماذا كان الشباب في زمن فساد الملكية، فالأستاذ قد جمع ههنا بين رأيه ورأي القدماء فحصل التناقض، ولو كان قد اقتصر على قوله في ص ١١٢ عن العربية في العصر العباسي (وقد اتسعت دائرة اللغة بما اقتضاه نقل العلوم وتمدين الدولة من المصطلحات العلمية والألفاظ الإدارية والسياسية والاقتصادية ورقت ألفاظها. . .) لكان أصون له عن الهفوة.

٢ - الاعصار الخمسة لا العصور الخمسة

وقال في الخطبة أيضاً (على رغم حال الأدب في عصوره الخمسة) والفصحاء لا يستعملون (العصور) لمثل الخمسة في استحقاق جمع القلة بل يقولون (الأعصار الخمسة) ومنه قول الشاعر:

عنا غنيت بذات الرمث من أجلي ... والعهد منك قديم منذ أعصار

وعكس الأستاذ الفاضل هذا الأمر في ص ٦ فقال (إنما تم في ادهار متطاولة) فالمتطاولة تستوجب جمع الكثرة أي (الدهور) أما جمعه (دهر) على (أدهار) ففيه نظر قال ابن عقيل في شرح الألفية (وأما جمع فعل الصحيح العين على أفعال فشاذ كفرخ وأفراخ) وفي (٥: ٣٩٢) من معجم الأدباء لياقوت (وحدث أبو حيان قال قال الصاحب يوماً: فعل وأفعال قليل وزعم النحويون أنه ما جاء إلاَّ زند وأزناد وفرخ وأفراخ وفرد وأفراد، فقلت له: أنا أحفظ ثلاثين حرفاً كلها فعل وأفعال، فقال: هات يا مدعي؛ فسردت الحروف ودللت على مواضعها من الكتب ثم قلت: ليس للنحوي أن يلزم مثل هذا الحكم إلا بعد التبحر والسماع

الواسع وليس للتقليد وجه إذا كانت الرواية شائعة والقياس مطرداً)

قلنا: وقد صدق أبو حيان هذه المرة ونحن نذهب أيضاً إلى أن (فعلا على

<<  <  ج: ص:  >  >>