للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفردة غير مرتبطة (كذا) لا تظهر ما بين الشعراء أو (كذا والفصيح: ولا) الكتاب من علاقة في الصناعة والغرض والأسلوب. ولا تذكر ما عرا النظم والنثر من تحول وتقلب) قلنا: أما أنها غير مترابطة فصحيح وأما أنها لا تذكر الباقي فخطأ فهو نفسه ينقضه فقد قال في ص ٣٤ عن امرئ القيس (فقالوا انه أول من وقف على الأطلال وبكى على الديار وشبب بالنساء وشبههن بالمها والظباء وأجاد في وصف الليل والخيل) فمن هؤلاء القائلون؟ ونقل في ص ١٧ (قال الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن، أن العرب بدءوا بالنثر وتوصلوا منه

إلى الشعر وكان عثورهم عليه في الأصل بالاتفاق غير مقصود إليه، فلما استحسنوه واستطابوه ورأوا الأسماع تألفه والنفوس تقبله تتبعوه وتعلموه وتكلفوا له) فهذا تاريخ أي شيء ومن قاله؟ ونقل في ص ١٣٥ عن رسالة المعلمين للجاحظ قوله في عبد الله بن المقفع بأنه كان (مقدماً في بلاغة اللسان والقلم والترجمة واختراع المعاني وابتداع السير) ونقل في ص ١٢٥ قول يزيد لمروان بن الحكم وقد تلكأ في بيعته (أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى فاعتمد على أيهما شئت) وقول ابن قتيبة في أدب الكاتب (إن هذا لو قيل الآن لم يأت بالتأثير المطلوب والصواب أن يطيل ويكرر ويعيد ويبدئ ويحذر وينذر) أفليس هذا تاريخاً لتطور النثر في زمن أبي قتيبة؟ ولم ذكره صاحبه؟ ونقل في ص ١٣٩ قول البديع الهمذاني في الجاحظ (إن كلامه بعيد الإشارة قريب العبارة قليل الاستعارة) أفليس هذا من تاريخ أساليب النثر؟ ونقل في ص ١٤٢ القول المشهور (بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت ابن العميد) فمن قاله وفيم قاله؟.

مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>