للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن هؤلاء اليزيدية من جملة مريدي الشيخ عدي بن مسافر. وهو من حفدة المروانيين

وينتسب إليهم ومن اتباعهم. ومرقده في جبل لالش (وفي المعجم ليلش) من أعمال الموصل ومن اعتقادهم الباطل فيه انه قد تحمل عنهم صومهم، وصلاتهم، فيصلي عنهم، ويصوم بدلهم، ويقولون لولاه لعاقبنا الله، أو لعاتبنا فهو الذي يوصلنا إلى الجنة، ولهم كره، بل بغض، مستمر لا حد له لعلماء الظاهر.) أهـ

وقد علق الطابع لهذا الكتاب - (الطبعة المصرية) - بما نصه:

(اليزيدية من الوجهة العنصرية طائفة من الأكراد تقطن أنحاء جبل سنجار وجزيرة ابن عمر وحكاري (كذا. ووردت في الكتب العربية بلفظ هكار بفتح الهاء وتشديد الكاف) في الجنوبي من كردستان لا يزيد عددهم الآن عن مائتي ألف وهم مسلمون في الظاهر، إلاَّ أن لهم عقائد خاصة، تخالف عقائد الجمهور من المسلمين. وسموا (يزيدية) نسبة إلى يزيد بن معاوية، لأنهم كانوا من أنصار الأمويين. وعلى ما يفهم من نص الشرفنامة، ومن أقوال العارفين بتلك الجهات، وهؤلاء الناس، أن عدة من قبائل الأكراد المشهورين بالشجاعة والفروسية، هاجرت في عهد الأمويين إلى جهات الشام للالتحاق بخدمة الخلفاء، فاستوطنت هنالك مدة، ثم عادت إلى موطنها الأصلي، عند سقوط دولة الأمويين، واعتصامهم مع اتباعهم بالجبال والبلاد الحصينة. وهكذا المذهب السياسي أدى إلى مذهب ديني مخالف لدين جمهور المسلمين.) أهـ

تمحيص الأقوال عن اليزيدية:

إن هذه الأقوال وحدها لا يعول عليها، ما لم نجد ما يدعمها من النصوص القديمة، في اصل هذه الطائفة التي لا يزال الأوربيون يهتمون بها اهتماماً عظيماً ويحاولون بكتاباتهم أن يعدوها طائفة قائمة برأسها من حيث العقيدة، وان لا اصل لها في الإسلام، لغرض أن يبدوا مهارة في التدقيق، أو لأمر آخر سياسي، أو ديني، مما لا يخفى على المطالع.

نعم اختلفت الظنون في اصل اليزيدية، وتضاربت الآراء في حقيقة نحلتهم، فاستفد بعض الكتاب من هذا التشويش، ووافقهم بعض المسلمين أيضاً،

<<  <  ج: ص:  >  >>