للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاختار أنهم مجوس، لغرض مخالفة في المعتقد. وكذا فعل صاحب (النصوص الدينية اليزيدية) فانه تابع أهل هذا الرأي، لموافقة اشتراك في بعض حروف اللفظ ليزيد ويزدان على خلاف ما قام به جهابذة الكتاب من المسلمين.

والموضوع دخل بساط البحث، فتناولته الآراء بنزعة أو بساطة، أو بما ماثل إحداهما. وتعداد الأقوال في هذا الباب يطول كما انه لا يجدي نفعاً. وليس القصد الاشتراك مع أحد دون الآخر. تعصباً لرأي تعصباً مجرداً. وإنما الغاية التوصل إلى الحقيقة، ودفع شيوع ما نعتقد خلافه، بالنظر إلى ما وصل إلينا من النصوص التاريخية في وقت لا نجد هناك نصوصاً تهدمها، فتستدعي ترك هذا المعتقد واعتناق غيره.

ونتائج ما تحققته انهم مسلمون. متزهدون. يعتقدون الأمانة في يزيد. وكونه على الحق. وتوارثوا تقاليد قومية، ودينية؛ صوفية. واعتيادات سياسية ممزوجة بتعصب للأمويين، مما أبعد شفة الخلاف بينهم وبين جمهور المسلمين، فادى إلى تقاليد خاصة أفسدت جوهر إسلاميتهم.

نشاهد هذا التفاوت تقريباً بين عقائد الإسلام الخالصة، المأخوذة من أمهات نصوصة الحقة، وما عليه اليوم (عرب البادية) من التقاليد الجاهلية، أو ما عليه غيرهم من أهل المدن الدخلاء في الإسلامية. نرى بعض الاعتيادات الموروثة ولا يسعنا أن نحكم انهم بقوا على تلك العادات بان يقال انهم تستروا بالإسلامية وأبطنوا غيرها.

وأيضاً دخلت هذه النحلة تقاليد جديدة لها أساس في الديانات المجاورة، وفي التصوف. ولا ننس أن العوام لا يعرفون سوى الشكل المادي والمراسم الظاهرة.

فالتشوش وقع لهم ممن دخل ومعه تقاليد جديدة، أو من رؤساء جهال، كما سيتبين، وإلا فالمؤرخون لم ينقلوا عن مجوسيتهم شيئاً، وإنما ذكروا تعصبهم ليزيد، كما تعصب غيرهم للإمام علي (رض) ولم يكونوا بدرجة النصيرية (ويعرفون عندنا بعلي اللهية) مع أن المؤرخين دونوا ديانات

<<  <  ج: ص:  >  >>