للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجوس وأحوال الفرس، حتى انهم عرفوا بمن شاهدوه في عصرهم من الدعاة، ومنتحلي هذه الديانة.

وعلى كل حال، لا يحتمل انهم عريقون في المجوسية، ولا يعول على التقاليد الموروثة، باعتبارها ديناً قديماً لهم ولكن يصح أن يفسر ما وجد مخالفاً للإسلام، فيقال انه منقول ومأثور عن جاهليتهم الأولى، أما هم فلا يقولون بان ديانتهم مجوسية، كما أن بعض المسلمين، لو قلنا له: إن قسماً من تقاليدك جاهلية، أو وثنية، أو ما شابه ذلك، لأخذه الحنق، ولكذب كل ما يعزى إليه بأي وسيلة كانت.

أصل اليزيديدة في التاريخ:

لا يفوتنا أن اكثر الكتاب، تابعوا فكرة انتشرت، واشتغلوا بتفسيرها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث، أو العودة إلى النصوص التاريخية. ولا تحسب أيها القارئ إني سأعتمد على نسخ خطية قديمة. قد انفردت بحيازتها، وإنما غالب ما اذكره مشهور متداول. فأول من ذكر هؤلاء اليزيدية فيما اعلم (السمعاني) (المتوفى سنة ٥٦٢هـ) في كتاب الأنساب، في مادة (يزيدية) فانه بعد أن عدد يزيديين محدثين قال:

(وجماعة كثيرة لقيتهم بالعراق، في جبال حلوان، ونواحيها من اليزيديية وهم يتزهدون في القرى التي في تلك الجبال، ويأكلون الحال (كذا) وقلما يخاطون الناس. ويعتقدون الأمانة في يزيد بن معاوية وكونه على الحق،

<<  <  ج: ص:  >  >>