العراق في مؤخر البلاد العربية الناهضة، لان الأدباء ليسوا بأغنياء، ولا يقوون على القيام بنصيب وافر في نشر علمهم وادبهم، ما لم تساعدهم حكومتهم مساعدة تكفيهم مؤونة النصب في كسب معاشهم، وما يقوم بلوازم أسرهم.
ولا يتوهمن البعض بقولهم أن الحكومة المصرية - وعلى رأسها جلالة الملك فؤاد - غنية بالمال وبالرجال. نعم، قد تكون غنية بالمال وبالرجال أيضاً، ولكن المشروع الذي تريد معالجته لا يتسنى لها وحدها للقيام به. ويعجبني بل يروقني جداً ما جاء في مقال الأستاذ متي أفندي عقراوي مدير دار المعلمين بعنوان (توحيد الثقافة العربية) قوله: بيد أنني لا
أستطيع أن أتصور انه في طاقة أي قطر من الأقطار العربية أن يقوم بثقافة كاملة تبلغ منزلة رفيعة في الرقي والحضارة. كلا أنني لا أتصور انه في استطاعة العراق القيام بذلك وحده. ولا ربوع الشام منفردة، ولا مصر منفصلة، ولا الحجاز ونجد مبتعدتين؛ بل يجب أن تشترك جميع الأقطار العربية، وتتحد معاً فتتعاون وتتضافر، حتى تكون ثقافتها واحدة، قويمة الدعائم ثابتة الأركان) أهـ
إن واجبي المحتوم علي كعراقي مخلص لوطنه، يقوم بنشر المعجم العامي، ودرج مقالات في تاريخ العراق القديم والحديث، وتاريخ مدنه وعادات أهله، إلى غير ذلك من المباحث العصرية.
وعلى ذكر المعلمة العربية والمعجم العصري العربي، عثرت في العدد ٢٧٦ من (كل شيء) على بحث ظريف بعنوان (نهضة العلم والتعليم ببلاد العراق) موضوعه حديث مع الدكتور قدري بك قنصل العراق بالقاهرة. وقد استهل الكاتب مقاله بقوله: أعرب جلالة ملك العراق في الأيام الأخيرة عن رغبته في إيجاد موسوعة عربية تكون مرجعاً عاماً لأبناء اللغة العربية، وقاموساً شاملا لكل ما يحتاج إليه المتكلمون بالضاد من اصطلاحات قديمة وحديثة حتى تتوحد الثقافة اللغوية بين الشعوب العربية، ويسهل التفاهم بينهم وتزداد هذه اللغة قوة وانتشاراً.
(وقد رأينا بهذه المناسبة أن نتحدث مع سعادة القنصل العراق بالقاهرة عن