للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لطفي بك السيد سابقاً، وهو رأي الأستاذ سلامه موسى اليوم - إنما ليستحيي من هذه اللهجات العامية ما يصلح للحياة في عالم الفصاحة وان توحد بينها ما أمكن إلى ذلك سبيلا. لكي تعين هذه الوحدة على الوحدة الفكرية، واللسانية العامة. وعلى هذا النمط لا يمضي وقت طويل حتى تتوحد لهجات الأقطار العربية كلها بلغة فصيحة نقية لا غبار عليها) أهـ.

ولما كنت أحد العراقيين الذين ارصد أوقاته للدرس والتدريس منذ عشرين سنة؛ رأيت من واجبي أن أقوم ببعض تلك الخدمة الأدبية؟ وانشر معجماً لمفردات العوام في العراق، وقد وضعته منذ نحو خمسة عشر عاماً؛ وكنت قد أدرجت طرقاً منه على صفحات هذه المجلة في سنيها الأول ليكون معواناً للقائمين بوضع القاموس العربي العصري.

وعسى أن تخصص حكومتنا العراقية شيئاً من الهبات تقدمه إلى فريق من أدباء هذه الديار، ليتمكنوا من مواصلة أبحاثهم التي تفيد المعلمة والمعجم، وجل أولئك الكتاب من الذي خدموا القضية العربية وجوا بغيابات السجون، ونفوا إلى ديار بعيدة، لا لذنب اقترفوه أو جناية ارتكبوها، بل بكونهم من محبي العرب والعربية. والشيء الغريب: إن فريقاً من المتصدرين أو الجالسين على أريكة المعارف، كانوا من المقاومين للنهضة العربية، فغدقت عليهم الحكومة أموالها فاخروا الثقافة في البلاد ونشروا أساليب تهذيب بالية وكتب بعضهم الفصول الطوال في الجرائد والمجلات منددين بذلك المنهج القديم؛ بيد أن رجال حكومتنا غضوا النظر عنهم، بحجة أن الكتاب يتحاملون عليهم، ويحطون من منزلتهم لأغراض في نفوسهم وحزازات في قلوبهم. وقد تحقق اليوم ما دونه أصحاب تلك المقالات بشهادة تقرير عصبة الأمم. أي أن أساليب الثقافة والتعليم في العراق قديمة بالية لا تلائم حاجة العصر، وعليه يجب إصلاحها.

فان تقاعست حكومتنا - الساهرة على مصلحة العراق - عن مهمتها، وسدت أذنيها عن سماع كلامنا هذا، ولم تساعد أدباء الرافدين بالمال، فسوف يكون نصيبنا ضئيلا جداً في تأليف المعلمة وتنسيقها وزيادة المعجم ويكون إذ ذاك اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>