للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما ينشر على يدها إلى محققين مدققين أكفاء قد لا يرى نظراؤهم في سائر الديار الناطقة باللغة الضادية. على أن الباحث البصير قد تخفى عليه أشياء وهي لا تخفى على من دونهم بصراً وفكراً. فهذا الجزء من ديوان مهيار بلغ الدرجة القصوى من التحقيق ومع ذلك يرى فيه بعض التوافه التي تحتاج إلى إصلاح، من ذلك: إن المحشي ذكر للفظ المقيل من هذا البيت:. . . وجدن حشاك للبلوى مقيلا (ص ٥) معنى هو: (موضع القيلولة وهو المكان ينام فيه وقت الظهيرة) مع أن سياق العبارة يوجب أن يكون المعنى مطلقاً لا مقيداً. أي أن المقيل هنا محل للرحلة لا غير. فكان يحسن بالمحشي أن يشير إلى هذا الإطلاق.

وفي ص ١١: (وناشرني (وداً) شككت لطيبه. . .) ونظن أن اللفظة الأصلية هي (عوداً) ليتسق المعنى والتعبير، - وفي حاشية ٦ ص ١٥ التشازر: نظر القوم إلى بعضهم إلى بعضاً بمؤخر العين. ونظن أن هناك تقديما وتأخيراً في الكلم. والصواب نظر القوم بعضهم إلى بعض. . والتعبير السابق لا يجوز - وفي ح ص ١٨: (فلم نوفق فيه إلى ما تطمئن له النفس) وقد قلنا مراراً أن (وفق) لا يعدى بالى بل باللام (لغة العرب ٥: ٢٩٧ ثم ٧: ٥٧٤ و ٨٧٨ و ٨٩٦) وقد جاء هذا الغلط مراراً في الحواشي (منها ح ٢ ص ٢٤) - وفي ص ١٩ جاء هذا البيت:

لولا حظوظ في ذراك سمينة ... ما (جئت ملتحفاً) بجسم هزال

والذي عندنا أن صواب الرواية: ما (جئت مكتهفاً). . . ليصح اتساق المعنى، ومعنى مكتهفاً: لازماً الكهف فكأنه يقول: ما جئت لا لزم ذراك بجسم هزال، إلاَّ ليكون لي حظ مثل حظوظ أولئك الذين سمنوا في ذراك. أما (ملتحفاً) فبعيد لأن الإنسان لا يلتحف بالجسم الهزال. نعم قد يجوز هذا التعبير ببعض تعسف لكن التعبير القاصد هو ما أشرنا إليه - وفي ح ٧ من ص ٢٠:

العزالى: جمع عزلاة. . .) والذي نعرفه أن العزالى جمع عزلاء كصحراء وصحارى، أما عزلاة فلم نجدها في ديوان من دواوين اللغة. وهناك غير هذه الهفوات وكلها لا يؤبه لها.

٥٢ - البستان

(الجزء الثاني) (هدية)

كنا نقدنا هذا المعجم في مجلتنا مراراً عديدة (٦: ١٢٨ إلى ١٣٦ و ١٩٨

<<  <  ج: ص:  >  >>