للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و ٢٨٥ و ٢٩١ و ٤٢٧ و ٤٢٩، وكذلك في السنتين التي تلتها) وكان يخيل إلينا أن المجلد الثاني من هذا المعجم يكون اصح نقلا، ولا يأخذ صاحبه كل ما جاء في محيط المحيط اخذ حاطب ليل. فإذا نقدنا لم يفده شيئاً. بل جاء هذا المجلد شراً من الأول. ومع ذلك تقرأ كلاماً لأسعد خليل داغر (المقتطف ٧٨: ١١٦ إلى ١١٨) يجعلك تتوهم أن (البستان) وحي من الرحمان، فاضطر هذا المدح المكيل كيلا جزافاً إلى أن يشتري هذا المجلد أحد الأصدقاء ليهديه إلينا لننعم النظر فيه ولنرى رأينا فيه ونقول كلمة الصدق والأخلاص؛ فصرف لهذه الغاية ١١٤ غرشاً مصرياً.

قلنا: إن هذا المجلد كصنوه البكر يحوي الأغلاط التي ركب متنها صاحب محيط المحيط بلا زيادة ولا نقصان. والظاهر أن صاحب البستان كان ينسخ الكتاب المذكور نسخاً بلا نقد ولا فكر ولا عقل ولا تدبر ولا ولا ولا. . . وأحسن دليل على ذلك أن الأوهام المدونة في معجم بطرس البستاني منسوخة نسخاً أعمى في هذا البستان. قال البستاني الأول في مادة غلطلاق: (الغلطلاق: ثوب يلبس فوق الثياب بلا كمين) وقال البستاني الثاني ما قال الأول بزيادة في الآخر هي: (دخيل). والذي نعلمه علماً يقيناً أن بطرس البستاني نقل الكلمة عن فريتغ. وهذا لم يضبط الكلمة. فجاء صاحب محيط المحيط وضبطها من عنده. وقد ذكر فريتغ مأخذ الكلمة وانه من نسخة ألف ليلة وليلة طبع (هابخت) وهابخت لم يذكر (غلطلاق) بل (غلطاق) وهذه الكلمة نفسها ليست صحيحة بل صحيحها (بغلطاق) بباء في الأول، وهي الرواية المثبتة في النسخ الخطية على ما أشار إليه المستشرق فليشر، إلاَّ أن بطرس البستاني لم ير هذا الكتاب فنقل عن فريتغ غلطه الذي هو تصحيف التصحيف، وزاد في جسارته أن ضبط اللفظ بضم الغين والطاء وفي كل هذا من الخلط والخبط، ما لا يخفى على الباحث. وصواب ضبط الكلمة فتح الباء والغين ثم لام ساكنة فطاء فألف فقاف. ويقال فيها أيضاً بغلتاق. وتخففان بحذف اللام فيقال فيهما: بفطاق وبفناق. والكلمة فارسية منحوتة من (بغل) و (طاق) أي قباء الإبط، أو الثوب الذي يغطى به الساعدان أو الذراعان. وقد سماه بعضهم (الفرجية) وهي ثوب

<<  <  ج: ص:  >  >>