وكان يسمى أيضاً (قباء سلاريا) وسمي كذلك لأنه شاع استعماله في أيام الملك الناصر على يد الأمير سلار. (راجع في ذلك كتاب الثياب لدوزي، وملحقه بالمعاجم. ومعجم فلرس الفارسي اللاتيني. والمعجم الفارسي الفرنسي لجان جاك بيير ديميزون والرهان القاطع).
هذا رأي اغلب المستشرقين والذي عندنا أن الكلمة تركية مغولية، لأن الذين اتخذوا هذا الثوب قوم من الترك والمغول والتتر المتتركين والكلمة بالتركية (باغلداق) أو باغرادق ومعناها القماط أو الثوب أو الردآء المتخذ بهيئة قماط أي بلا ردنين.
وعلى كل حال فالكلمة على ما رواها البستانيان غير معروفة في لغة من لغات خلق الله، وضبطها بضم الأولين زادها شناعة وقباحة وأبعداها عن الحقيقة بعداً لا تناله أفكار المحققين إلاَّ بشق الأنفس.
أتريد دليلا آخر؟ - قال في محيط المحيط:(التعن (بضمتين) الأشداء الواحد عتون وعانن) فقال صاحبنا الشيخ عبد الله كما قال نسيبه، إلاَّ انه ضبط عتون بضم العين مع أن نسيبه ضبطها بفتحها. فأنت ترى أن الشيخ عبد الله مفسد للغة لا مصلح لها، لأن الصواب فتح العين.
أتحب أن يكون لك دليل ثالث يفقأ العينين ويذر فيهما ملحاً وفلفلا ليزيد ألمهما؟ - هذه كلمة الفناة (من مادة ف ن و) فقد قال محيط المحيط في شرحها: (الفناة: البعرة). وليس في كتب اللغة جميعها: - حسنها وسيئها - هذا اللفظ بهذا المعنى. إنما الذي ذكروه: البقرة بقاف بين الباء والرآء. فجاء صاحبنا الشيخ عبد الله وأسرع في وضع معجمه بلا تدبر ونقل الكلمة علىعلاتها، ولم يغير من عبارة نسيبه حرفاً واحداً وبقيت البقرة بعرة في بستانه لتسمده. أفهذا يسمى معجماً؟ أفصاحبه ينعت بالعلامة اللغوي؟ أفهكذا تصنف دواوين اللغة؟ أن ذلك لداهية دهيآء. ثم يأتي اسعد خليل داغر. ويمدح المعجم وصاحبه بالقلم الضخم، ويكيل الثناء كيلا جزافاً بلاروية ولا فكر، فما يقول أسعدنا وخليلنا وداغرنا في الدفاع عن الشيخ (مفسد اللغة وناشر فسادها في كل ناد وواد)؟