رجل مارس التأليف وزاول مطالعة مدونان أبناء الغرب فهو (يضع الهناء موضع النقب).
٣. ضبط الأوضاع النباتية بالشكل الكامل وهو أمر لابد منه في مثل هذا المقام، إذ الحركة الواحدة على حرف دون حرف، ووضع الحركة الواحدة بدل الأخرى، وزيادة حركات الكلمة الواحدة، كل واحد من هذه الأمور قد يخرج المعنى من واد إلى واد، ويحله نادياً دون ناد. إذن لقد أحسن الأستاذ الدكتور عيسى بك في كل هذه الأعمال وبارك الله في حياته.
أما السيئات فتربو على الحسنات وتنزل كفة الميزان إنزالاً حتى لتبلغ الحضيض ولا يمكنها أن تجاوزه، من ذلك: ١. إنه ساوى بين الفصيح والقبيح، بين العامي والصحيح، بين المعرب قديماً والمعرب حديثاً، بين ما وضعه من تلقاء نفسه وما وضعه من تقدمه، بين الوضع السالم والوضع العليل، بين ما سماه العرب وما صحفه الإفرنج أقبح تصحيف. ففي كل ذلك من الخلط والخبط ما لا يشاهد مثاله في سائر التأليف المطرزة بهذا الطراز.
والأمثلة على ما نقول لا تحصى، بل نؤكد لحضرته أنه لا تخلو صفحة واحدة من هذه المعايب، ولما كان سرد هذه الشواهد يوجب وضع كتاب برأسه على حد كتابه وقده نذكر شاهداً واحداً لكي لا نتهم بما نبرئ منه ذمتنا، ألا إننا عند حاجة الناس إليها نزيد هذا القدر.
أول صفحة وقع بصرنا عليها ص ١١٧ فقد ذكر للنبات المسمى باللاتينية: هذه الألفاظ العربية الثلاثة: شنان (ككتاب). نفل (كقصب) نفله (كقصب). قلنا: فأما شنان فلا وجود له في العربية الفصيحة بمعنى ضرب من النبات، إنما هو جمع شن وهي القربة الخلق أو ما يضاهي هذا المعنى، وواد في الشام. وقيل صوابه شنار كساحب، إذن نقل المؤلف هذه الكلمة عن أحد المصنفات التي لا ثقة لنا فيها ولم يذكر منزلة هذا المعتمد. والكلمة بهذا المعنى مغربية لا غير. وقوله نفل بالتحريك هو شبه جمع نفله مثل شجر وشجرة فهو ليس لفظاً جديداً حتى يورده لنا. وكان يجب حذفه بتاتاً لان اللفظة اللاتينية التي نص