للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكسر الباء) - فرغميط (بفتح الأول والثاني) ناسطس (يونانية القصباء، جماعة القصب - تغنيمة - تنيمة (بربرية). أهـ

فلنا: وأغلب هذه الكلم في غير مواطنها. نعم أنه رآها في بعض الدواوين العلمية فتلقفها على علاتها من غير أن ينعم النظر في تصحيحها أو تعليلها، في جرحها أو تعديلها، وهذا لا يجوز لعالم أو باحث، لا سيما إذا أراد جعل كتابه مورداً أو مشرعاً ينتابه من يحتاج إلى ارتشاف زلاله. فكم من غلط في هذه العبارة! - وأول شيء علينا أن نعرفه أن اللفظة اللاتينية تعني ضرباً من القصب تتخذ منه المكانس ولذا يسمى قصب المكانس أو الحجن (بفتح وكسر) وسبب تسميته بذلك أن الحجن مأخوذ من الشعر الحجن وهو المتسلسل المسترسل الرجل الجعد الأطراف. وهذا القصب يمتاز بكل ذلك فغلبت الوصفية عليه فصار موصوفاً ومثل هذا كثير في لغتنا.

وإذ قد عرفنا ذلك لننظر إلى الألفاظ التي سردها حضرة الواضع. فقوله: قصب في غير موضعه لسببين: الأول: إن القصب جمع واللاتينية مفرد، والثاني: إن القصبة أسم عام يقابل لا أسم خاص.

ثالثاً: قوله: (غاب) في غير موطنه أيضاً لان الغاب شبه جمع غابة والغابة الأجمة من القصب تغيب فيها السباع ونحوها. فهي باللغة العلمية فأين الغابة من الحجنة؟.

رابعاً: قوله: (بوص) هو في اللغة العامية المصرية ويراد به كل قصب ولاسيما المصري منه وهذا لا صلة له بذاك من جهة التحقيق.

خامساً: قوله: (قصب السياج) في غير موطنه أيضاً، لأنه قد يتخذ للاسوجة غير هذا القصب.

سادساً: قوله: (وكل نبات ساقه أنابيب وكعوب فهو قصب) هو صحيح من جهة، لكنه غير صحيح من جهة المعنى الذي نتطلبه.

سابعاً وثامناً: قوله: (يراع) لا يوافق الموضوع، لان اليراع شبه جمع يراعة واليراعة القصبة أياً كانت من غير تخصيص فوقع في الكلام غلطان: غلط الجمع في حين أننا بنا

حاجة إلى المفرد وغلط وضع الشيء في غير محله.

<<  <  ج: ص:  >  >>