للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو هذا الفلفل لا يفعل إلا في الخوص؟ أنَّ ذا لمن أغرب الغرائب! والصواب: (فلفل الخواص) كما سموه حب الملوك.

فليس للاخوص هنا أدنى عمل.

وقوله: (جوز الخمس) هو من باب وضع الشيء في غير موطنه. فجوز الخمس على ما قاله ابن البيطار: (جوز مدور هندي المنبت أكبر من البندق، أسود اللون، وفيه نكت تضرب إلى البياض، وهو مع ذلك أملس، وداخله حب يشبه القرطم البري، وهو حار يابس مسهل للطبع، ويستخرج الفضول البلغمية والاحتراق السوداوي، إذا شرب منه وزن درهمين بماء حار). أهـ. وزاد داود البصير: (ويقال أنه لا يوجد في الشجر أكثر من خمسة؟) فأين هذا من حب الملوك؟ - فبالحقيقة أنَّ في مطالعة هذا المعجم أضراراً عظيمة لا تقدر حتى أن المطالع ليتوهم أن صاحبه لا يعرف شيئاً من علم النبات، وهو مما نجله عن ذلك، فعسى أن لا ينقم علينا لهذا النقد النزيه.

وقوله: (سيسبان (بكسر فسكون) عند بعضهم في المغرب.) من الأقوال التي لا فائدة فيها. وأول عيب في هذا الكلام أنه ضبطه بكسر السين. والذي أجمع عليه النباتيون والشجارون والزراعون واللغويون أنه بفتح السين وإسكان الياء المثناة التحتية. والعيب الثاني أن الكلمة شاعت بمعنى فما معنى الاعتماد على كلام جماعة من الناس لا ثقة لها فيهم؟ وما كل ذلك إلا لأنه رأى هذا القول في مفردات ابن البيطار كما نقل عنه رأيه في تأويل ماهودانه فوقع تلك الوقعة الهائلة التي صرخ لهولها ملائكة السماء العليا، وسكان الأرضين السفلى. وهذا كلام ابن البيطار بحرفه: (ماهودانه، تأويله بالفارسية أي القائم بنفسه أي إنه يقوم بذاته في الاسهال، ويسميه عامة الأندلس طارطقة وبعضهم يسميه بالسيسبان أيضاً، ويعرف بحب الملوك أيضاً عند أطباء المشرق). أهـ

فأنت ترى من هذا أن الدكتور الأستاذ حاطب ليل ينقل كل ما يقع عليه من غير أن يتروى فيه، وليس هذا من شأن المؤلفين المتدبرين، فإنَّ ابن البيطار ضبط السيسبان بفتح السين أما هو فذكرها بكسرها نقلا عن لكلير، وإبن البيطار قال: (ويسميه عامة الأندلس طارطقة وبعضهم يسميه بالسيسبان أيضاً). فقال

<<  <  ج: ص:  >  >>