الثلاثة إلى العشرة يجوز أن يكون جمع كثرة من غير تأويل فيقال: خمسة كلاب وستة عبيد، ولا يجب عند هذا القائل أن يقال: خمسة أكلب ولا ستة أعبيد) أهـ. وهذا السبب الذي حملنا على أننا لم نخطئ الأستاذ الزيات ولكن لم نستفصح قوله، على أنه - حفظه الله - على بينة من تكلفات القدماء محق في دعواه، وقال المبرد في (٢: ١٩٢) من الكامل توضيحاً لقول عمر بن أبي ربيعة:
فكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
ما صورته (وقوله ثلاث شخوص، والوجه ثلاثة أشخص): قلنا وكان المبرد قد قال - كما في (١: ٦٠) من كامله (وتصير حروف المضارعة تابعة للياء) وقال فيها (وحروف الحلق
سنة الهمزة والهاء والعين والغين والحاء والخاء) ولم يقل (الوجه أن أقول: أحرف المضارعة وأحرف الحلق) فما أحراه بذلك!.
ظهور الإسلام واستقلال العدنانيين
وقال في ص ٣ عند كلامه على اعصر الأدب (العصر الجاهلي ويبتدئ باستقلال العدنانيين عن اليمنيين في منتصف القرن الخامس للميلاد وينتهي بظهور الإسلام سنة ٦٢٢ م) قلنا: ما نعلم حقيقة هذا الاستقلال ولم يذكر الزيات مصدر روايته وكل أمر تاريخي يذكر اليوم بلا مرواه لا يركن إليه ولا يوثق به، فإن كان الزيات على ثقة من أن العدنانيين استقلوا في القرن الخامس للميلاد فكيف يقول في ص ١٣ (فإن القحطانيين جلوا عن ديارهم بعد سيل العرم - وقد حدث عام ٤٤٧ م كما حققه غلازر الألماني - وتفرقوا في شمال الجزيرة واستطاعوا بما لهم من قوة وما كانوا عليه من رقي أن يخضعوا العدنانيين لسلطانهم في العراق والشام كما أخضعوهم من قبل لسلطانهم في اليمن) وروى الواقدي في المغزي - كما في مج ٣ ص ٣٦٢) من شرح أبن أبي الحديد قول إياس بن أوس بن عتيك لرسول الله (ص)(وقد كنا يا رسول الله في جاهليتنا والعرب يأتوننا فلا يطمعون بهذا منا حتى نخرج إليهم بأسيافنا فنذبهم عنا، فنحن اليوم أحق إذ أمدنا الله بك). وفي ص ٣٦١ منه قول عبد الله بن أبي (يا رسول الله كنا نقاتل في الجاهلية في هذه المدينة (أي يثرب) ونجعل النساء والذراري في هذه الصياصي ونجعل معهم الحجارة، والله لربما مكث الولدان شهراً ينقلون الحجارة إعداداً لعدونا ونشبك المدينة بالبنيان فتكون كالحصن من كل