للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ناحية وترمي المرأة والصبي من فوق الصياصي والآطام ونقاتل بأسيافنا في السكك، يا رسول الله أن مدينتنا عذراء ما فضت علينا قط، وما خرجنا إلى عدو قط منها، إلا أصاب منا، وما دخل علينا قط إلا أصبناه) ففي الحجاز كانت الحروب والغزوات حاملة أوزاها، والمدينة كانت للقحاطنة. أما مدة الجاهلية فهي (١٢٠) سنة ولم يذكر الزيات أسم القحطانيين المغلبين على عدنانيي الشام والعراق في هذا القرن المذكور، ولعله أراد الغساسنة واللخميين فاللخميون مبدأ ملكهم على العراق سنة (٢٦٨ م) ويقاس زمن الغساسنة على زمنهم، وحينئذ لا يوافق زمن جلائهم وقت ملكهم فيلزم أن يكون الجلاء قبل ما نقله الأستاذ الزيات، وأما أن الإسلام ظهر في سنة (٦٢٢ م) فغير مقبول، لان هذا زمن هجرة

الرسول - ص - من مكة إلى المدينة كما ذكر هو في ص ٨٧ فقد قال: (فكانت هذه الهجرة المباركة مبدأ لعلو كلمته وانتشار دعوته وتمام نصرته) فالصواب أن يقول (وينتهي بالهجرة سنة ٦٢٢ م) أو يستبد به ما يريد.

رحلة الحجازيين التجارية

وقال في ص ٧ (إلا قريشا فتحضروا لقيامهم على البيت الحرام وإيلافهم رحلة اليمن والشام) ثم قال في ص ١٦ عن قريش أيضاً: (وإيلافهم رحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى حوران) قلنا: أما رحلتهم إلى الشام فجائزة الحكم لان مرتحلهم داخل في ما يشمله الشام وأما تخصيص الرحلة بحوران فنحن نشك في جوازه، قال الواقدي: (وحثني هشام بن عمارة بن أبي الحويرث، قال: كان لبني عبد مناف فيها (أي في العير) عشرة آلاف مثقال وكان متجرهم إلى غزة من ارض الشام) وقال الواقدي أيضاً: (فكانت العير ألف بعير وكان المال خمسين ألف دينار وكانوا يربحون في تجاراتهم بالدينار ديناراً وكان متجرهم من الشام غزة لا يعدونها إلا غيرها).

وقال أبن خلكان في ترجم إبراهيم الغزي: (ولد الغزي المذكور بغزة وبها

<<  <  ج: ص:  >  >>