للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسموع في هذا الاستعمال وكان في استطاعته أن يقول: واتى إلي رسولهم مخصوصاً، ويتخلص من خصيص. . .) وتابعه على هذا الرأي الشيخ إبراهيم المنذر فقال في ص ٤٤ من كتابه (كتب خصيصاً لهذه المجلة: كتب خصوصاً أو خاصة لهذه المجلة لان وزن فعيل لم يسمع فصيحاً من هذا الحرف وابن الرقمع (كذا) لا يعد حجة بقوله:

أصحابنا قصدوا الصبوح بسحرة ... واتى رسولهم إلي خصيصاً. . .) أهـ

قلنا: لا يرى اللغوي الأديب التحري ولا التدقيق في ما أجمع عليه هذان الفاضلان لان هذه الكلمة وأمثالها مما يبنى عليه أساس ترقي العربية في عصرنا. فينبغي لهما التوسع والتبسط في الكلام عليها، فالخصيصة أما بمعنى (الخصوص) كالجريرة والجريمة والرذيلة والشتيمة والسيئة والسوية والفضيلة والقذيعة والنقيصة والنميمة وهي أسماء مصادر، وإما بمعنى (خاصة) وأما بمعنى (مخصوصة) فالأولى كما في قول أبن أبي الحديد عن علي بن أبي طالب - ع - (فسبحان من خصه بالفضائل التي لا تنتهي ألسنة الفصحاء إلى وضعها وجعله أمام كل ذي علم، وقدوة كل صاحب خصيصة) وقال أبو جعفر الإسكافي - رض - (وهل ينتهي الواصف وان أطنب: والمادح وإن أسهب إلى الإبانة عن مقدار هذه الفضيلة والإيضاح بمزية هذه الخصيصة).

والثانية كما في قول الإمام علي - ع - في نهج البلاغة (أنا وضعت في الصغر بكلاكل

العرب، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر، وقد علمتم موضعي من رسول الله - ص - بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره) أي المنزلة الخاصة وهي ضد العامة، وأما الثالثة فهي كالذبيحة والنطيحة والبحيرة ففي مادة (ش ج١) من مختار الصحاح (ويقال: ويل للشجي من الخلي، قال المبرد: ياء الخلي مشددة وياء الشجي مخففة، قال: وقد شدد في الشعر وأنشد: نام الخليون عن ليل الشجيينا، فان جعلت الشجي فعيلا من شجاه الحزن فهو مشجو

<<  <  ج: ص:  >  >>