للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وشجي، كان بالتشديد لا غير) فهذا دليل على أن (فعيلا) بمعنى مفعول مقيس من كل فعل ثلاثي متعد ألا تراه يقول (فان جعلت) وقد أولعت العرب بفعيل بدلا من مفعول لخفته على اللسان وربما ألتبس بفاعل ولكنها لم تبال ذلك فقالت (البديع) لكليهما ومثله (الصريخ) للمغيث والمستغيث.

وأما الخصيص فثابت بحكم الخصيصة، قال ابن خلكان في ترجمة بهاء الدين زهير: (واخبرني جمال الدين أبو الحسن يحيى بن مطروح. . . قال: كتبت إليه - وكان خصيصاً به -) ونقل في ترجمة شهدة الكاتبة: (ثم علت درجته (أي درجة ثقة الدولة الانباري) إلى أن صار خصيصاً بالمقتفي) والقول للسمعاني وفي ص ٤٥ من نسختنا للحوادث الجامعة (فكاتبا جماعة من الأتراك الخصيصين بالعادل محمد).

وتحويل (فاعل) إلى فعيل للمبالغة مطرد، قال ابن عقيل في شرح الألفية: (يصاغ للكثرة فعال ومفعال وفعول وفعيل وفعل فيعمل عمل الفعل) فماذا الذي يمنع (الخصيص) بمعنى الخاص من الموانع؟ وليس في العبارات التي ذكرها أسعد خليل داغر وإبراهيم المنذر ما يعين لفظ (الخصيص) للمخصوص لأنه يقبل المعنيين على تأويلين لا يخفيان على الأديب، فقول الأستاذ الزيات صواب سماعاً وقياساً وعقلا، وما تعرضنا له إلا لكونه معضلة لغوية عجز عنها الحالون على كبر دعواهم، ثم إننا نرى أن الخصائص جمع خصيصة لا خاصية كما رآه غيرنا.

دين شعيب بين العرب

وقال في ص ٨ (وإنما كان بقية أثرية من دين إبراهيم جاءتهم من وراء القرون عن طريق الوراثة مشوهة) قلنا: بل كان من العرب من يدين بدين شعيب - ع - قال الحارث بن كعب المذحجي لبنيه لما حضره الموت: (يا بني قد أتى علي ستون ومائة سنة ما صافحت

بيميني يمين غادر، ولا قنعت نفسي بخلة فاجر، ولا صبوت بابنة عم ولا كنة، ولا طرحت عندي مومسة قناعها، ولا بحت لصديقي بسر، وأني لعلى دين شعيب النبي عليه السلام وما عليه أحد من العرب غيري وغير أحيد بن خزيمة وتميم بن مرة فاحفظوا وصيتي وموتوا على شريعتي. . .) ومن المؤكد أن بين دين إبراهيم ودين شعيب فرقاً بحسب تطور الإنسان وتبدل الزمان وتغير القرون وقانون الرسالة بل أن في الإسلام منسوخاً وناسخاً وهو دين رسول واحد.

م. جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>