للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا في راحة وطمأنينة، وأطالع النسخة التي نسختها من (كتاب الجماهر في معرفة

الجواهر) للبيروني (راجع لغة العرب ٨: ٨٠٠) التي أعنى بشأنها عند ذهابي إلى إنكلترة عن قريب. وقد قيل لي أنه وجدت نسخة خطية ثالثة من هذا السفر الجليل المهم، فعسى أن تصدق الأحلام.

سنت اوغستن سياغبرج (ألمانية) ف. كرنكو

٩ - مخطوط الإكليل، نسخة برلين

الظاهر أن مخطوط برلين يقرب كل العرب من مخطوط لندن، لان أغلب الأغلاط أو أغلب الروايات متشابهة في النسختين، وربما كان الناسخ من الجهلة البله، فإنه يرسم (هذا) أو (هذه) هكذا (هده) ضابطاً إياها بفتح الأول وتشديد الدال المهملة المفتوحة. وكثيراً ما يهمل الحروف المعجمة فتراه يكتب (غمدان) بفتح العين المهملة أي (عمدان) ثم يزيد هذا على الضبط عيناً صغيرة مهملة تحت العين الكبرى زيادة في اطمئنان البال، إنها مهملة لا معجمة، في حين أنها بالعكس، ولهذا لا يشار إلى هذه الاختلافات التافهة عند اشتهار العلم بالوجه الصحيح.

ومما يحسن الاطلاع عليه أن الأعلام المصدرة بكلمة (ذو) وردت في النسخ متشاكسة متعاكسة ومقاومة للأحكام العربية، ومن المحتمل أن النقلة اليمانين شوهوا الرواية الأصلية الحقيقية، كما أنه من المحتمل أن تكون تلك الرواية المشوهة هي الصحيحة لأنها لغة السبايين، إذ لا يخفى أن تلك الأعلام كانت مرسومة بالمسند بلا الخط القائم الفاصل الكلمة الواحدة عن الكلمة الأخرى وبلا الحرف العليل الممدود، فإنهم يكتبون ذ نواس. . . ذشناتر، لا ذو نواس. . ولا ذو شناتر. وفي الأعلام المضافة إلى أسماء الآباء، ترى (بن) مكتوبة دائماً من غير أن يتقدمها ألف، وعليه يبين أن (ذو) كانت تكتب بالذال المعجمة المضمومة بلا واو أي (ذ) وكانت جزءاً من الاسم.

أما صنعاء وتأسيسها فالمأثور في روايات العرب غير صحيح، لان آخر دار ملك لليمن كانت ظفار. أما صنعاء فكانت من تأسيس الحبشة، و (كلمة صنعاء) نفسها كلمة حبشية تقابل كلمة (مصنعة) عند عرب الجنوب ومعناهما (القلعة). له

<<  <  ج: ص:  >  >>